عصره ، وقد سقط ما بينهما رجل ، فإن الحسن يروي عن مسلم بن إبراهيم وعارم وأبي حذيفة وطبقتهم ، وفرقد هو أبو يعقوب فرقد بن يعقوب السّبخي ، ومرّة هو ابن شراحيل الطّيب والله أعلم.
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : الحسين بن علي بن محمّد بن جعفر ، أبو عبد الله القاضي الصّيمري ، سكن بغداد. وكان أحد الفقهاء المذكورين من العراقيين ، حسن العبارة جيد النظر ، ولي قضاء المدائن في أول أمره ، ثم ولي بآخره القضاء بربع الكرخ ، ولم يزل يتقلده إلى حين وفاته. وحدّث عن أبي بكر المفيد الجرجاني ، وأبي (٢) الفضل الزهري ، وأبي (٣) بكر بن شاذان ، وعلي بن حسان الدّمّمي ، وأبي حفص بن شاهين ، والحسين بن محمّد بن سليمان الكاتب ، وأبي حفص الكتاني ، وأبي عبيد الله المرزباني ، وعيسى بن علي بن عيسى الوزير وغيرهم ، كتبت عنه ، وكان صدوقا وافر العقل جميل المعاشرة ، عارفا بحقوق أهل العلم ، وسمعته يقول : حضرت عند أبي الحسن الدارقطني ، وسمعت منه أجزاء من كتاب السنن الذي صنفه. قال : فقرئ عليه حديث غورك السعدي ، عن جعفر بن محمّد ، الحديث المسند في زكاة الخيل ، وفي الكتاب غورك ضعيف ، فقال أبو الحسن : ومن دون غورك ضعفاء؟ فقيل له الذي رواه عن غورك هو أبو يوسف القاضي ، فقال أعور بين عميان ، وكان أبو حامد الإسفرايني حاضرا فقال : ألحقوا هذا الكلام في الكتاب ، قال الصّيمري ، فكان ذلك سبب انصرافي عن المجلس ولم أعد إلى أبي الحسن بعدها ، ثم قال : ليتني لم أفعل ، وأيش ضرّ أبا الحسن انصرافي؟ أو كما [قال :](٤).
قال الخطيب : مات الصّيمري في ليلة الأحد الحادي والعشرين من شوال سنة ست وثلاثين وأربعمائة ، وكان مولده في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن أبي العلاء وغيره ، أنا أحمد بن سليمان بن
__________________
(١) تاريخ بغداد ٨ / ٧٨ ـ ٧٩.
(٢) بالأصل «وأبو».
(٣) بالأصل «وأبو».
(٤) الزيادة عن تاريخ بغداد.