الزّهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها كلها» [٣٥٥٩].
فقال أبو عبد الله : يا أبا علي من قال عن يونس ، فقد أدركها كلها ، فقال أبو علي : هذا لا نحفظه إلّا من حديث عبيد الله بن عمر ، عن الزهري ، فقال أبو عبد الله : بلى في حديث حرملة ، عن ابن وهب ، عن يونس فقد أدركها كلها ، فقال أبو علي : حدّثناه ابن قتيبة ، عن حرملة ولم يقل فيه «كلها» فقال أبو عبد الله : حدّث به مسلم بن الحجاج ، عن حرملة ، وقال (١) : فيه : «كلها». وجرى بينهما كلام كثير ، وقام أبو عبد الله ، وكان أبو (٢) علي يهابه هيبة الولد لأبيه ، فلما كان المجلس الثاني عند الشيخ ، حضرا جميعا ، وقعد أبو عبد الله عن يمينه ، وأبو علي عن يساره ، فأخرج أبو عبد الله كتاب مسلم بن الحجاج بخط مسلم عن حرملة ، وفيه «كلها» فقال أبو علي : من لا يحفظ الشيء فإنه يعذر. فقال أبو عبد الله : من ينكر مثل هذا تعرك أذنه ، وتفك أسنانه. فامتلأ أبو علي من ذلك غيظا ، وهمّ أبو عبد الله بالقيام فقال أبو علي : اقعد فإن بيننا حساب آخر ، قال : وما هو؟ قال : حديث (٣) عن كشمرد ، عن حفص ، عن إبراهيم بن طهمان بالحديثين ، وقد تفرّد بهما أحمد بن حفص ، عن أبيه ، فقال أبو عبد الله : لم أحدّث ، قال : بلى ، أبو القاسم وأبو حفص ابنا عمر ثقتان ، وقد سمعناه منك ، فقال أبو عبد الله : إن كنت حدثت به فقد رجعت عنه ، فقال : لك غير هذا؟ قال : مثل ما هذا؟ قال : حدثت في تخريجك القديم على كتاب مسلم ، عن أحمد بن سلمة ، عن محمّد بن المثنى ، عن محمّد بن جهضم ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن خبيب بن عبد الرّحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «إذا قال المؤذن الله أكبر ، الله أكبر» [٣٥٦٠].
والآن فقد حدثت به عن علي بن الحسن عن محمّد بن جهضم ، فقال أبو عبد الله كلاهما عندي ، وقد حدثت بهما. وهذا حديثي إن شئت حديث بالنزول وإن شئت حديث بالعلو ، فقال أبو علي : لا ترتق (٤) من النزول إلى العلو وأنت تحفظ حديثك ،
__________________
(١) لفظة «قال» كتبت فوق السطر.
(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
(٣) في ابن العديم ٦ / ٢٧١٥ حدثت.
(٤) بالأصل : «ترتقي» وفي ابن العديم : لا يرتقى.