أخرج (١) إلينا حديث علي بن الحسن ، فقال أبو عبد الله : كل من جاءني هذه الساعة فإني أخرج إليه حديث علي بن الحسن ، ثم تفرقنا (٢) ، وصحبت أبا عبد الله بن يعقوب ، فسمعته غير مرة في الطريق يقول : هذا جزاء من لم يمت مع أقرانه ، وكنت أرى أبا علي بعد ذلك نادما على ما قال ذلك اليوم.
وقال محمّد بن عبد الله (٣) : الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد أبو علي النّيسابوري الحافظ ، واحد عصره في الحفظ والإتقان (٤) والورع والرحلة ، ذكره بالشرق كذكره بالغرب ، مقدّم في مذاكرة الأئمة وكثرة التصنيف ، وكان مع تقدمه في هذه العلوم أحد المعدلين المقبولين (٥) في البلد ، سمع بنيسابور ، وبهراة وهي أول رحلته ، وبنسا ، وبجرجان ، وبمرو ، والريّ ، وببغداد ، والبصرة ، وبالكوفة ، وواسط ، والأهواز ، وأصبهان ، والجزيرة. ودخل الشام فكتب بها عن أصحاب إبراهيم (٦) بن العلاء ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، والمعافى بن سليمان ، وسمع بمصر وكتب بمكة عن المفضّل بن محمّد الجندي [وأقرانه](٧) ، وعقد له مجلس الإملاء سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وهو ابن ستين سنة ، فطن مولده رحمهالله كان سنة سبع وسبعين ، ثم لم يزل يحدث بالمصنفات والشيوخ مدة (٨) عمره.
توفي أبو علي رحمهالله عشية الأربعاء ودفن عشية الخميس الخامس عشر من جمادى (٩) الأولى سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، وغسله (١٠) أبو عمرو بن مطر ، وصلّى عليه أبو بكر بن المؤمّل ، ودفن في مقبرة باب معمر.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : قال لنا
__________________
(١) قوله : «حديثك ، اخرج» سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه وبجانبها لفظة صح.
(٢) ابن العديم : تفرقا.
(٣) الخبر نقله ابن العديم ٦ / ٢٧١٨ ـ ٢٧١٩.
(٤) سقطت من ابن العديم.
(٥) بالأصل «المقتولين» والمثبت عن ابن العديم.
(٦) ابن العديم : إبراهيم بن أبي العلاء.
(٧) الزيادة عن ابن العديم.
(٨) ابن العديم : بقية عمره.
(٩) بالأصل : جمدي.
(١٠) بالأصل : «وعمله» كذا ، والمثبت عن ابن العديم ٦ / ٢٧٢٠.