ألمّا بمعن ثم قولا لقبره |
|
سقتك (١) الغوادي مربعا ثم مربعا |
فيا قبر معن كنت أوّل حفرة |
|
من الأرض خطّت للمكارم مضجعا |
ويا قبر معن كيف واريت جوده |
|
وقد كان منه البرّ والبحر مترعا |
ولكن حويت (٢) الجود والجود ميّت |
|
ولو (٣) كان حيّا ضقت حتى تصدّعا |
وما كان إلّا الجود صورة وجهه |
|
فعاش ربيعا ثم ولّى فودّعا |
فلما مضى معن مضى الجود والندى |
|
فأصبح عرنين المكارم أجدعا |
فأطرق الحسين ثم قال : يا أمير المؤمنين ، وهل معن إلّا حسنة من حسناتك ، فرضي عنه وأمر له بألفي دينار.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، عن ابن المرزباني ، قال : وأنشد ابن الأعرابي لسعد زلفا وقد تروى لحسين بن مطير :
أيا ظبية الوعسا أنت شبهه |
|
بذلفاء إلّا أن ذلفاء أجدل |
فعيناك عيناها وجيدك جيدها |
|
وشكلك إلّا أنها لا تعطل |
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا أحمد بن عبد الله بن طاوس ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي الأزهري ، أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الهمداني.
حدّثني أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن سعيد بن بهرامان التّستري ـ بتستر ـ نا أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب بن زياد المدائني الطّبراني ـ بمصر ـ نا إسماعيل بن يحيى المزني ، أنشدنا الشافعي بيتين لابن مطير (٤) :
وليس فتى الفتيان من راح واغتدى |
|
لشرب صبوح أو لشرب غبوق |
ولكن فتى الفتيان من راح واغتدى |
|
لضرّ عدو أو لنفع صديق |
قرأت في كتاب محمّد بن محمّد بن الحسن الديناري بخط بعض أهل الأدب عن
__________________
(١) الأغاني : سقيت.
(٢) الأغاني : وسعت.
(٣) هذا البيت والذي يليه ليسا في الأغاني.
(٤) البيتان في العقد الفريد ٣ / ١٧.