علي بن محمد الواسطي ـ إجازة ـ أنا أبو بكر بن بيري (١) ، ـ قراءة ـ أنا محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا أبي ، نا وهب بن جرير ، نا جويرية ، قال : سمعت أشياخ أهل المدينة ، قالوا : سار مسرف بن عقبة بالناس وهو ثقيل في الموت نحو مكة حتى إذا صدر عن الأبواء (٢) هلك إلى النار ، فلما عرف الموت دعا حصين بن نمير الكندي ، فقال : إنك أعرابي جلف ، فسر بهذا الجيش ، فمضى حصين بن نمير من وجهه ذلك ، فلم يزل محاصرا لأهل مكة حتى هلك يزيد ، قال.
فبلغت ابن الزبير وفاة يزيد قبل أن تبلغ حصين بن نمير فبادأهم (٣) عبد الله بن الزبير : لم تقاتلون فقد مات صاحبكم؟ قالوا : نقاتل لخليفته ، قالوا : فقد هلك خليفة الذي استخلف ، قالوا : فنقاتل لمن استخلف بعده ، قال : فإنه لم يعهد إلى أحد ، قال ابن نمير : إن يك ما تقول حقا فما أسرع الخبر إلينا (٤).
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، أنا محمد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن جعفر ، عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة ، قال : وحدّثني شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال :
وحدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، قال غيره عن أبيه وغيرهم أيضا ، قد حدّثني بطائفة من هذا الحديث ، قال : أمّر يزيد مسلم بن عقبة ، وقال : إن حدث بك حدث فحصين بن نمير على الناس ، فورد مسلم بن عقبة المدينة فمنعوه أن يدخلها ، فأوقع بهم وأنهبها (٥) ثلاثا ، ثم خرج يريد ابن الزبير (٦) ، فلما كان بالمشلل (٧) نزل به الموت فدعا
__________________
(١) بالأصل «نمري» والصواب عن م ، وهو أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري ، أبو بكر ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ١٩٧.
(٢) الأبواء : قرية من أعمال المدينة فيها قبر آمنة بنت وهب أم النبي صلىاللهعليهوسلم (معجم البلدان).
(٣) كذا ، وفي ابن العديم : فناداهم.
(٤) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٦ / ٢٨٢١.
(٥) في الطبري : فأبحها ثلاثا.
(٦) انظر تفاصيل أوردها الطبري ٥ / ٣٨٧ والامامة والسياسة بتحققنا ١ / ٢٣٢ والكامل لابن الأثير ٢ / ٥٩٦ بتحقيقنا ، والأخبار الطوال ص ٢٦٥ والفتوح لابن الأعثم (بتحقيقنا).
(٧) جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر (معجم البلدان).