أحمد بن عبد الله السّوسنجردي (١) ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد ، أنا أبي ، أنا محمد بن مروان بن عمرو السعيدي ، حدّثني موسى بن محمد الأنصاري ، قال : ذكروا أن وفد العراق قدموا على معاوية بن أبي سفيان وفيهم حضين الذّهلي وكان يؤذن له في أولهم ويدخل في آخرهم ، فقال له معاوية : ما لك يا أبا ساسان إنا نحسن إذنك فأنشأ حضين يقول :
كلّ خفيف الشأن يسعى مشمرا |
|
إذا فتح البواب بابك إصبعا |
ونحن الجلوس الماكثون رزانة |
|
حياء إلى أن يفتح الباب أجمعا |
أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد ، أنا أبو الحسين بن الطيوري ، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي ، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلال ، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثني جدي يعقوب قال : حضين بن المنذر هو الذي يؤثر عنه أن ختنه على ابنته أو اخته كان إذا دخل عليه تنحّى له حضين عن مجلسه ، ثم قال : مرحبا بمن كفانا المئونة ، وستر العورة.
وكان الحضين بخراسان أيام قتيبة بن مسلم ، فيقال (٢) إنه كان عنده فدخل على قتيبة مسعود بن خراش (٣) العبسي والحضين شيخ كبير معتمّ بعمامة ، فقال مسعود لقتيبة : من هذه العجوز المعتمة عند الأمير؟ فقال قتيبة : بخ ، هذا حضين بن المنذر ، فقال حضين : من هذا أيّها الأمير؟ قال : مسعود بن حراش العبسي ، فقال حضين : أنا والله من لم يمجد (٤) قومه في الجاهلية عبد حبشي ـ يعني عنترة ـ ولا في الإسلام امرأة بغي ، قال : فسكت عنه مسعود بن حراش.
وشهد الحضين صفّين مع عليّ ، وبقي بعد ذلك إلى أيام معاوية ، فوفد على معاوية ، وكان لا يعطي البواب ولا الحاجب شيئا ، فكان لا يأذن له الحاجب إلى آخر الناس ، فدخل يوما فقام (٥) حيال معاوية فقال :
__________________
(١) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م وانظر الأنساب ، هذه النسبة إلى سوسنجرد ، قرية بنواحي بغداد.
(٢) بالأصل : «فقال» والمثبت عن ابن العديم.
(٣) كذا بالأصل وصوبها محقق مختصر ابن منظور ٧ / ١٩٤ «حراش» وستأتي اللفظة قريبا «حراش» بالحاء المهملة وفي م هنا : خراش كالأصل.
(٤) بالأصل «نجد» والمثبت عن م وانظر ابن العديم ومختصر ابن منظور.
(٥) بالأصل «فقال» والمثبت عن م وانظر ابن العديم.