كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو الفضل بن سليم ، قالا : أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، نا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني أبي ، عن جدي أنه حدّثه ، نا ابن وهب ، حدثني الليث : أن حفص بن الوليد أول ولايته بمصر أمر بقسم مواريث أهل الذمة على قسم مواريث المسلمين ، وكانوا قبل حفص يقسمون مواريثهم بقسم أهل دينهم.
قال : وقال لنا أبو سعيد بن يونس : حفص بن الوليد بن سيف بن عبد الله بن الحارث بن جبل بن كليب بن عوف بن عوف بن معاهر بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر بن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت الحضرمي ، ثم من بني عوف بن معاهر. كان من أشرف حضرمي بمصر في أيامه ، ولم يكن خليفة من بعد الوليد إلّا وقد استعمله ، وكان هشام بن عبد الملك قد شرفه ونوّه بذكره وولّاه مصر بعد الحرّ بن يوسف بن يحيى بن الحكم نحوا من شهر ثم عزله ، ثم وفد على هشام فألفاه (١) في التجهيز إلى الترك ، فولّاه الصائفة فغزا ثم رجع فولي بحر مصر سنة تسع عشرة ومائة ، وسنة عشرين ومائة ، وسنة إحدى وعشرين ومائة ، وسنة اثنتين وعشرين ومائة ، فلما قتل كلثوم بن عياض القشيري عامل هشام على أفريقية وكان قتله في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائة.
كتب هشام إلى حنظلة بن صفوان الكلبي ، وكان عامله على جند مصر ، بولاية أفريقية ، فشخص إليها (٢) ، وكتب إلى حفص بن الوليد بولاية جند مصر وأرضها ، فولي حفص عليها بقية خلافة هشام وخلافة الوليد بن يزيد ، ويزيد بن الوليد ، وإبراهيم بن الوليد ، ومروان بن محمّد إلى سنة ثمان وعشرين ومائة.
حدّث عنه يزيد بن أبي حبيث وعمرو بن الحارث ، والليث بن سعد ، وعبد الله بن لهيعة وغيرهم ، وكان ممن خلع مروان بن محمّد مع رجاء بن الأشيم
__________________
(١) بالأصل «فألقاه».
(٢) وذلك يوم الاثنين لسبع خلون من ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ، فكانت ولاية حنظلة (على أفريقيا) خمس سنين وثلاثة أشهر.
انظر ولاة مصر للكندي ص ١٠٤.