أربع وعشرين ومائة قتل كلثوم أمير أفريقية ومن صبر معه قتلهم ميسرة (١) وأصحابه ، وأمّر حنظلة بن صفوان على أهل أفريقية ، وخرج من مصر في شهر ربيع الآخر ، وأمّر حفص بن الوليد على أهل مصر ، وفيها نزع القاسم بن عبيد الله من مصر ، وجمع لحفص عربها وعجمها.
وفيها ـ يعني سنة تسع عشرة ـ ، غزا حفص بن الوليد البحر على أهل مصر يحملون الخشب ، وعلى الجماعة ابن أبي مريم ـ يعني عبد الله ـ.
وفي سنة إحدى وعشرين ومائة غزا حفص بن الوليد البحر وكان بالشام حتى قفل منه والأسود بن بلال على الجماعة.
وفي سنة اثنتين وعشرين ومائة غزا حفص بن الوليد البحر على أهل مصر وعلى الجماعة أسود بن بلال ، فصلوا من الإسكندرية فأصابوا إقريطية (٢) ، فلقوا الجمع فهزمهم الله ووطنوا إقريطية وأصابوا رقيقا.
وفي سنة ثلاث وعشرين ومائة غزا حفص بن الوليد على أهل البحر فلم يكن لهم خروج عامئذ غير أنه اتبع العدو الذين كانوا نزلوا البرلس (٣) حتى بلغوا سرطابس (٤) فلم يدركهم حفص في قبرس ، فرجع.
قال ابن بكير : قال الليث : وفي سنة ثمان وعشرين ومائة أمّر حوثرة بن سهيل على مصر في المحرم ، ونزع حفص بن الوليد وجعل معه عيسى بن أبي عطاء على أهل الأرض ، وقدم معه أهل الشام ، فأخذ حفص بن الوليد وقتل ناسا من أهل مصر.
قال : وفيها يعني سنة سبع وعشرين ومائة أمّر أمير المؤمنين مروان حسان ـ يعني ـ ابن عتاهية على أهل مصر ونزع حفص في عثمان ليال بقين من جمادى الآخرة ثم نزا بحسان أهل مصر فنزعوه وأمّروا عليهم حفص بن الوليد مستهل رجب ، ثم أمّر حنظلة على مصر فمنعه حفص وأصحابه ذلك (٥).
__________________
(١) هو ميسرة المدغري قاد ثورة البربر بالمغرب في سنة ١٢٢ ، انظر البيان المغرب لابن عذاري ١ / ٥٢.
وفيه أن كلثوم قتل أثناء تصديه لخالد بن حميد الزناتي الذي تولى أمر البربر بعد مقتل ميسرة.
(٢) كذا بالأصل ، ولعل الصواب اقريطش ، ويعني جزيرة كريت.
(٣) البرلس : بليدة على شاطئ نيل مصر قرب البحر من جهة الاسكندرية (معجم البلدان).
(٤) سرطابس : لم أعرفه.
(٥) انظر بغية الطلب لابن العديم ٦ / ٢٨٥٢ ـ ٢٨٥٣.