النقد بالنقد ، وكذا قولهم : بعت الشاء (١) : شاة بدرهم ، أي : شاة بدرهم ، أي كل شاة بدرهم ، كقولهم : رجل خير من امرأة ، أي كل رجل ، كقوله تعالى : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ)(٢) ، أي كل نفس.
وكذا قولهم : بعت الشاء : شاة ودرهما ، والواو بمعنى «مع» كما في : كل رجل وضيعته ، أي شاة ودرهم مقرونان ، أي كل شاة ، فنصب ههنا الجزآن لقبولهما الإعراب.
وقال الخليل (٣) : يجوز أن تأتي به على الأصل نحو ؛ بعت الشاء : شاة بدرهم ، وشاة ودرهم ؛
ثم ألزم (٤) ما كان مبتدأ : التنكير ، لقيامه مقام الحال ، و: فاه إلى فيّ ، شاذ ، ووجهه أنه لم يجز حذف المضاف إليه منه ليتنكّر (٥) ، لئلا (٦) يبقى المعرب على حرف واحد.
وقد جاء : فما لفم. قال المتني (٧) :
١٨٣ ـ قبلتها ودموعي مزج أدمعها |
|
وقبلتني على خوف فما لفم |
فحذف المضاف إليه. وأبدل من الواو ميما ، لئلا يبقى المعرب على حرف واحد.
وهذا شيء قد عرض استطرادا ، ولنعد إلى ما كنا فيه من ذكر حال : قضهم بقضيضهم ، فنقول :
__________________
(١) الشاء بالهمزة للجنس ، وبالتاء : الواحدة منه ،
(٢) الآية ٥ سورة الانفطار.
(٣) الخليل بن أحمد الفراهيدي أو الفرهودي ، شيخ النحاة وأستاذ سيبويه ، ويتكرر ذكره في هذا الشرح ،
(٤) رجوع إلى شرح بقية الأمثلة
(٥) تعليل لقوله حذف المضاف إليه ، الذي لا يجوز ؛
(٦) وهذا تعليل لعدم الجواز ؛
(٧) المتنبي من الشعراء المحدثين عند متقدمي النحاة ، فلا يجيزون الاستشهاد بشعره والرضي يورد في هذا الشرح شواهد من شعره وشعر أمثاله كأبي تمام وأبي نواس ، والعلماء مختلفون في صحة الاستشهاد بشعر هؤلاء ؛