وقال الآخر :
[٢٢٢] هذيلية تدعو إذا هي فاخرت |
|
أبا هذليّا من غطارفة نجد |
[١٥٥] وكما أن الحذف هاهنا إنما اختص بما غيّره النسب دون غيره ، فكذلك الحذف هاهنا للترخيم إنما يختص بما غيّره النداء ـ وهو المفرد المعرفة ـ دون المضاف والنكرة. وأما شرط كونه زائدا على ثلاثة أحرف فسنذكر ذلك في المسألة التي بعد هذه المسألة إن شاء الله تعالى.
أما الجواب عن كلمات الكوفيين : أما ما استشهدوا به من الأبيات فلا حجّة فيه ؛ لأنه محمول عندنا على أنه حذف التاء لضرورة الشعر ، والترخيم عندنا يجوز
______________________________________________________
من شواهد ابن يعيش في شرح المفصل (ص ٧٧١) وقد رواه ابن منظور (ق ر ش) ثالث ثلاثة أبيات ، ولم يعزها إلى قائل معين ، والبيتان اللذان قبله هما قوله :
ولست بشاوي عليه دمامة |
|
إذا ما غدا يغدو بقوس وأسهم |
ولكنما أغدو على مفاضة |
|
دلاص كأعيان الجراد المنظم |
وأول هذين البيتين من شواهد سيبويه (٢ / ٨٤) وثانيهما من شواهده أيضا (٢ / ١٨٦) وقوله في بيت الشاهد الذي نحن بصدده «سريع إلى داعي الندى» يريد أنه إذا دعاه الندى أو دعي إليه أجاب سريعا نحوه ، ومحل الاستشهاد بهذا البيت هنا قوله «قريشي» حيث أجراه في النسب على أصله ، ووفاه حروفه ، ولم يحذف ياءه ، وهو القياس ؛ لأن الياء لا يطرد حذفها إلا فيما كانت فيه هاء التأنيث نحو جهينة ومزينة ، إلا أن العرب آثرت في قريش الحذف لكثرة الاستعمال له ، فقالوا : قرشي.
[٢٢٢] هذا البيت من شواهد الزمخشري في المفصل (انظر شرح ابن يعيش ٧٦٩ و ٧٧٠) والاستشهاد بهذا البيت في موضعين ، الأول في قوله «هذيلية» والثاني في قوله «أبا هذليا» فإن الشاعر قد جمع بين إثبات الياء في الكلمة الأولى وحذف الياء في الكلمة الثانية ، والقياس في مثله إبقاء الياء وعدم حذفها.
قال أبو البقاء بن يعيش : «وقالوا ثقفي في النسبة إلى ثقيف ، وهو أبو قبيلة من هوازن ، وهو شاذ عند سيبويه ، والقياس ثقيفي ، وهو لغة قوم من العرب بتهامة وما يقرب منها ، وقد كثر ذاك حتى كاد يكون قياسا ، وقالوا : هذلي في النسبة إلى هذيل ، وهو حي من مضر بن مدركة بن إلياس ، والقياس عند سيبويه : هذيلي ، ومنه قوله :
* هذيلية تدعو إذا هي فاخرت* البيت
وقالوا : قرشي ، والقياس قريشي ، نحو قوله :
* بكل قريشي عليه مهابة* البيت
وقالوا : فقمي ، في فقيم ، وفقيم حي من كنانة ، وهم نسأة الشهور ، وقالوا في مليح خزاعة : ملحى ، وقالوا في سليم : سلمي ، وفي خثيم : خثمي ، والداعي إلى هذا الشذوذ.
طلب الخفة ؛ لاجتماع الياء مع الكسرة وياءي النسب» اه.