أراد «أمامة». وقال الآخر :
[٢٢٥] إنّ ابن حارث إن اشتق لرؤيته |
|
أو أمتدحه فإنّ النّاس قد علموا |
______________________________________________________
والأشموني (رقم ٩٢٤) وقد رواه المؤلف كما هنا في أسرار العربية (٩٧) والاستشهاد بالبيت على رواية النحاة في قوله «أماما» فإن أصله «أمامة» فرخّمه الشاعر بحذف التاء في غير النداء لأنه اسم أضحت ، وأبقى الحرف الذي قبل التاء على حركته التي كانت له قبل حذف التاء وهي الفتحة ؛ فهذا يدل على أن ترخيم غير المنادى في الضرورة يجيء على الوجهين اللذين يجيء عليهما ترخيم المنادى ، نعني أنه يجوز عند الضرورة ترخيم الاسم الذي ليس منادى مع قطع النظر عن الحرف الذي حذف للترخيم فتعامل الحرف الذي صار آخر الكلمة بالذي يستحقه من حركات الإعراب ، ويجوز ألا يقطع النظر عن الحرف الذي حذف للترخيم فتبقي الحرف الذي صار آخر الكلمة على حركته التي كانت عليه قبل الترخيم وتجعل حركة الإعراب مقدرة على الحرف الذي حذف ، وما في هذا البيت من هذا الضرب. فأماما : اسم أضحى تأخر عن خبرها ، وهو مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الحرف المحذوف للترخيم ، وتسمى هذه لغة من ينتظر ، وتسمى الأولى لغة من لا ينتظر ، كما تسميان في ترخيم المنادى.
[٢٢٥] هذا البيت من كلام أوس بن حبناء ، وهو من شواهد سيبويه (١ / ٣٤٣) والأشموني (رقم ٩٢٥) والمراد بابن حارث ابن حارثة بن بدر الغداني سيد بني غدانة بن يربوع بن تميم ، ومحل الاستشهاد بالبيت قوله «ابن حارث» فإن أصله حارثة بالتاء ، فرخمه بحذف التاء ، وأبقى الحرف الذي قبل التاء على حركته التي كان عليها قبل الترخيم وهي الفتحة ، ولو لا ذلك لما كان هناك سبب لإعراب «حارث» إعراب الاسم الذي لا ينصرف ، وبيان ذلك أن «حارث» مضاف إليه ؛ فكان يجب أن يجر بالكسرة الظاهرة وينون ؛ لأنه ليس باسم قبيلة ولا بعلم مؤنث ، ولا يكون مجرورا بالفتحة نيابة عن الكسرة إلا إذا كان واحدا من هذين ، لهذا كان تخريج شيخ النحاة سيبويه لهذا وأمثاله على أنه رخمه في غير النداء على لغة من ينتظر الحرف المحذوف كما كان له أن يفعل ذلك في ترخيم المنادى ، ونظيره قول الشاعر :
لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره |
|
طريف بن مال ليلة الجوع والخصر |
أراد طريف بن مالك ، فحذف الكاف ، ونظيره قول الآخر :
* ليس حي على المنون بخال*
أراد أن يقول : ليس حي بخالد ، فلم يتيسر له ، فحذف الدال ، ونظيره قول أبي الطيب المتنبي :
لله ما فعل الصوارم والقنا |
|
في عمرو حاب وضبة الأغتام |
أراد أن يقول : في عمرو حابس ، فرخمه بحذف السين ، غير أن هذه الأبيات الثلاثة تستوي فيها اللغتان لغة من ينتظر الحرف المحذوف ولغة من لا ينتظر الحرف المحذوف بسبب كون الحركة التي كانت للحرف الذي صار آخر الكلمة هي نفس الحركة التي يقتضيها الإعراب.