ويسلك طريق الصوفية والنظر في كلامهم ولازم الشيخ قطب الدين مدة واجتمع بغيره وكان يطالع أيضا كتب الحديث ويحفظ جملة من الأحاديث ويعزوها إلى رواتها وله إلمام جيد بالفقه وكلام الفقهاء فاشتهر أمره وصار له أتباع وكان شعاره إرخاء عذبة خلف الظهر ثم علا ذكره وبعد صيته وصار يتردد إليه نواب الشام ويمتثلون أوامره وسافر بآخره إلى مصر مستخفيا وحج غير مرة ثم عظم قدره عند السلطان وكان يكاتبه بما فيه نفع للمسلمين ثم إن السلطان عام أول اجتمع به في منزله وصعد إلى علية كان فيها وأعطاه مالا فلم يقبله وكان إذ ذاك بالقدس الشريف وقال في أنباء الغمر وكان يشتغل في التنبيه ومنازل السائرين وكان ولده عبد الملك يذكر عنه أنه قال : كنت في المكتب ابن سبع سنين فربما لقيت فلسا أو درهما فأنظر أقرب دار فأعطيهم إياه وأقول لقيته قرب داركم توفي بالقدس في شوال وقد جاوز الستين.
٢ ـ محمد ابن العاقولي : (مدرسة المستنصرية):
توفي غياث الدين أبو المكارم محمد بن صدر الدين محمد بن محيي الدين عبد الله بن أبي الفضل محمد بن علي بن حماد بن ثابت الواسطي ثم البغدادي الشافعي المعروف بابن العاقولي قال ابن قاضي شهبة في طبقاته : صدر العراق ومدرس بغداد وعالمها ورئيس العلماء بالمشرق مولده في رجب سنة ٧٣٣ ه ببغداد ونشأ بها وسمع من والده وجماعة وأجاز له جماعة. قال الحافظ شهاب الدين بن حجي (١) كان (مدرس المستنصرية) ببغداد كأبيه وجده ودرس أيضا (بالنظامية) كأبيه
__________________
(١) ورد في الشذرات ابن صحبي وليس بصحيح وقد مضت بعض النصوص التاريخية عنه والصواب شهاب الدين أحمد بن علاء الدين حجي الدمشقي وقد مرت الإشارة إلى أن الموما إليه ممن سمع منه ابن حجر صاحب الأنباء كما ذكر في صحيفة من هذا الكتاب. فاقتضى التنبيه لئلا يلتبس الأمر. فيظن أنهما اثنان ..