هو تيمور بعينه فكذبوه وشتموه ورموه بالنشاب ..
فلما شاهد تيمور ذلك الحال نزل بعساكره إلى قرية العقابية وهناك نصب جسرا ومضى لجانب الرصافة فضيق الخناق وحاصر بغداد لمدة أربعين يوما فملّ الناس الحرب وضجروا من فقدان المأكول وامضّ بهم الحر ... فتركوا الحصار ودخل الجغتاي من برج العجمي وعاثوا في المدينة فقتلوا الأهلين تقتيلا فظيعا فهلك أكثر الناس ... ومن الأمراء المعروفين الذين جاؤوا معه أمير زاده خليل سلطان ومن القواد أصحاب لقب (نويان) أمير شيخ نور الدين ورستم طغاي بوقا والأمير زاده شاه رخ والأمير سليمان شاه وأمير زاده رستم وأمير شاه ملك وبرندق وعلي سلطان وغيرهم من أمراء التومان الآخرين.
أما الأمير فرخ فإنه ركب سفينة مع بعض أهله وخواصه إلا أنه تمكن الجغتاي من قتله فلم ينج منهم ...
ثم إن تيمور بعد أن فرغ من قتل الناس انتشر قومه في البلد فأحرقوا الدور وأخربوا المدارس والعمارات ... (١).
وجاء في روضة الصفا أن فتح بغداد كان بعد محاصرة دامت أربعين يوما يوم السبت ٧ ذي القعدة لسنة ٨٠٣ ه وقتل خلق لا يحصى واتخذت من رؤوسهم منارات وخرج منها في العشرة الأولى من ذي الحجة إلا أنه لم يصل إلى العلماء منه ضرر ... ومن هناك زار مشهد الإمام موسى الكاظم (ر ض) ومضى إلى الحلة فزار مشهد الإمام علي (ر ض) وقضى نحو عشرين يوما تثبيتا للسطوة والسيطرة على تلك الأنحاء وعلى واسط وتجمع إليه علماء العراق وآذربيجان وغيرهم وكانت مجالسه مشغولة بالمناظرات العلمية وما ماثل .. ونرى التفصيلات عن دخوله وإقامته بالعراق وفتحه وذهابه في تاريخ روضة الصفا موافقة للغياثي وهي
__________________
(١) الغياثي وروضة الصفا وغيرهما.