يضع الحزم واليقظة .. وحصل على مطلوبه مهما عز وغلا .. هذا ولا ينسى ما زاوله من سفك وما قام به من قتل فقد ندم عليه مؤخرا وأراد أن يكفر به عن سيئاته في محاربة الخطا والقضاء على حكوماتهم ... ولات حين مندم ... وكان رأيه بل فعله ينطق أن الغاية تبرر الواسطة ...
وكان لم يقصر في وسائل الحضارة وضروب العمارة ولكن في مملكته ووطنه فقد عرف عنه من الأنباء وغيره أنه كان أنشأ بظاهر سمرقند بساتين وقصورا عجيبة وكانت من أعظم النزه وبنى عدة قصبات سماها بأسماء البلاد الكبار كحمص ودمشق وبغداد وشيراز ...
كان حادث وفاته من أكبر الحوادث في هذا العالم بعد أن كان في قراع ونضال مع ممالك عظيمة وحكومات متعددة ... فإنه من حين فتح بغداد لأول مرة افتتح ماردين وحلب والشام وبلاد الروم (الأناضول) وأقساما كبرى من الهند وحارب القفچاق ومن في أنحائهم ... وفي خلال هذه الحروب قضى على إمارات كثيرة مختلفة الأهواء لم يكن لتألفها الممالك والأقوام وكانت هذه الممالك بين نيران ملتهبة وحروب دامية وتغلب متوال ... فلا راحة ، ولا استراحة .. ضجر الناس من هذه الحالة وملوها ... بل العالم في حاجة إلى من يقضي على هذه الدويلات وسيطرتها وتحكمها بأهليها وأموالهم ، وليس لها من همّ إلا أن تنال حظا أو قسطا من مجاوريها ... فكان هذا الدواء ـ ظهور تيمور ـ بلاء فتاكا ولكن لا مندوحة منه للقضاء على أمثال هذه الحكومات ...
أبدى في ظهوره حتى أواخر أيامه من الشدة والقسوة ما أرعب قلوب الناس وذكرهم بأيام جنكيز الأولى وحذرهم بطشه ، وأخافهم صولته. لا يعرف التواني ، ولا يبالي بالتعب ، ولا يقف عند غلبة ... فتراه يقضي على حكومة من الحكومات بمعركة دامية انهكت قوى