المدينة عاصمة السلطان أحمد وآبائه وأجداده ونحن من قديم الزمان مرتبطون معهم بمحبة وولاء ولم يكن مجيئنا إلى هذه المدينة إلا لرفع الظلم ، وانقاذ المدينة من التعديات ... ولما جاء صاحبها إليها وتوجه نحوها فالأجدر بنا أن نعود إلى وطننا شروان فرجع فعلا إلى وطنه المذكور.
وفي أواخر هذا الشهر وافى السلطان أحمد إلى عاصمته الأولى (تبريز) فاستقبله الأهلون وأظهروا الفرح بوروده وزينوا المدينة واحتفلوا احتفالا باهرا ... وكان يحسب الأهلون أن قد أقلع السلطان عن أعماله السابقة لما ناله من الغربة والنكبات. إلا أنهم لم يلبثوا أن رأوه بعد قليل ركن إلى ما توهموا أنه أقلع منه ... فصار يقضي غالب أوقاته في الملاهي والملاذ ...
فلما تبين للأهلين سوء أعماله هذه مال أكثر الأعيان والأمراء إلى ميرزا أبي بكر وفي هذا الوقت ائتلف الميرزا مع الأصفهانيين وعقد معهم صلحا فأمن غائلتهم وحينئذ سار إلى تبريز لمقارعة السلطان أحمد .. وعند ما علم السلطان بذلك استولى عليه الرعب ولم يستطع البقاء في تبريز ومضى إلى أنحاء بغداد ... وفي ٨ ربيع الأول من تلك السنة دخل الميرزا تبريز بلا مقاومة ولا حرب .. وحينئذ سمع أن قرا يوسف قد اكتسح مدينة أونيك وغنم منها غنائم كثيرة فصمم على حربه ... وتوجه لجانبه فوقعت بينهما معركة دامية انتهت بهزيمة الميرزا أبي بكر .. فمضى توا إلى مرند ... وصار اتباعه لا يمرون ببلد إلا نهبوه وهكذا فعلوا بتبريز ولما وردها ظن أن التراكمة هناك فذعر وذهب رأسا إلى السلطانية. ثم إن قرا يوسف جاء إلى نخچوان .. وشتى في نواحي مرند. وفي شهر جمادى الثانية سنة ٨٠٩ ه ورد إلى قرا يوسف الأمير بسطام جاكير فنال منه منصب أمير الأمراء. وكذلك حصل سائر الأمراء كل واحد منهم على ما