من غير هرب .. وكان قرا يوسف آنئذ قد عزم إلى أرزنجان ولم يكن في تبريز سوى أميره «داروغه» (١) ومعه نحو ثلاثمئة نفر وحينئذ خرجوا من البلد وهربوا فلما سمع علاء الدولة ومن معه طرحوا عنهم أهبة الحرب وساروا مطمئنين فاجتازوا عليهم ولم يشعروا بهم وهم في كهف الجبل فنظر التركمان إليهم فصبروا حتى جاز العسكر فلما وصل علاء الدولة بنفسه وكيمرز وثب عليهم نحو مائة نفر من التركمان ... وألقوا القبض على علاء الدولة وكيمرز فانكسر العسكر وانتهبه التركمان وجاؤوا بالأميرين إلى البلد مقبوضا عليهما. فلما عاد الأمير قرا يوسف وحضر البلد سجن علاء الدولة في جب (عادل جواز) قرب آذربيجان. أما كيمرز فإنه بقي عنده مدة وتنصل هو وأبوه مما صدر منهم واعتذروا فقبل المعذرة وخلى سبيله. وأما علاء الدولة فكلما اعتذر أبوه لم تقبل معذرته لما تحقق عنده من غدرهم فلما طالت المدة ولم يجد الاعتذار والتشفع في ولده ولم يبال بالتحف التي أرسلها إليه وتعند في أن لا يطلق سراحه ولا يفرج عنه عزم السلطان أحمد السير إلى تبريز» ه. (٢).
وأما حبيب السير فقد جاء فيه : «إنه حصلت مؤخرا بعض الأمور التي أدت إلى النفرة بينهما وذلك أن علاء الدولة قد تخلص من أسر سمرقند وجاء إلى آذربيجان فتلقاه الأمير قرا يوسف بإعزاز وإكرام .. ثم رخصه في الذهاب إلى أبيه ... إلا أنه نظرا لما علق في ذهنه من بعض الخيالات رجع من طريقه ... ولما كان الأمير قرا يوسف في خوي قد لف حوله شرذمة من الأشرار وعاد إليها فسمع قرا يوسف بذلك وأمر حاكمه في تبريز بإلقاء القبض على علاء الدولة وألقي معتقلا في قلعة عادل جواز ..
__________________
(١) ويلفظ داروغا أيضا. وهو أشبه بالحاكم السياسي والعسكري في مصطلح اليوم وله إطلاقات أخرى «لغة الجغتاي» وفي العامية يستعمل لمن يخبىء المسروقات ، أو يكون دليل السراق لإيقاع السرقة ويعرف «بالوتي» أيضا.
(٢) الغياثي ص ٢٠٥ و٢٦٢. وفيه ورد عبد الجواز مكان عادل جواز.