يا نفس من همّ إلى همة |
|
فليس من عبء الأذى مستراح |
أما فتى نال العلى فاشتفى |
|
أو بطل ذاق الردى فاستراح |
والمؤرخون أكثروا القول فيه من نواح عديدة ... علاقاته بالمجاورين ، وحرصه على العراق ، وملاذه وشهواته وأظن هذه مبالغا فيها وجاءت من طريق أعدائه الناقمين عليه وتنديداتهم لترويج سياسة الحكومة المناضلة له والمعادية (حكومة قرا يوسف) أو بيان سبب مخذوليته ... وعلى كل كان يطمح في التوسع ويحاول بسطة في الملك ... فلا يعرف الكلل ولم يصبه توان أو خطل ... فهو في الحقيقة يعد من أكبر ملوك العراق في هذه الأعصر ... إلا أنه لم يجد راحة من أمرائه ، ولا رأى طمأنينة من الخارج لينال العراق في أيامه خيرات جمة ... وأساسا لم تبق معالم للسابقين من أهل الحكومات قبله إلا القليل.
وجاء في الشذرات عنه :
«إنه ملك بعد موت أخيه الشيخ حسين بن أويس سنة ٧٨٤ ه وكان سلطانا فاتكا ، له سطوة على الرعية ، مقداما ، شجاعا ، مهابا ، سفاكا للدماء وعنده جور وظلم على أمرائه وجنده وكانت له مشاركة في عدة علوم ومعرفة تامة بعلم النجامة ويد في الموسيقى (١) يجيد في تأديته إجادة بالغة الغاية منهمكا في اللذات التي تهواها الأنفس ، فأكرمه برقوق غاية الإكرام وأنعم عليه أجل الأنعام وأعطاه تقليد نيابة السلطنة ببغداد ... ثم سار إلى بغداد فدخلها ... وبعد وفاة تيمور صار بها حاكما على عادته إلى أن تغلب قرا يوسف على التتار (آل تيمور) وأخذ منهم تبريز وما والاها فوقع الخلف بينه وبين ابن أويس فتقابلا للقتال
__________________
(١) وزاد في كلشن خلفا أنه كان في الشعر أستاذا «ص ٥١ ـ ٢ كلشن خلفا».