استنتجته وذهب إلى الأمير قرا يوسف وبين له وضع السلطان أحمد وما هو عليه فأمر قرا يوسف حالا جماعة من معتمديه لإلقاء القبض على السلطان فنفذوا الأمر وألقوا القبض على السلطان وألبسوه ثيابا بالية وعلى رأسه طاقية ممزقة وأتوا به إلى الأمير فقام الأمير قرا يوسف تعظيما له وأجلسه بجنبه فتكلم معه بكلمات خشنة وعاتبه على نقضه العهد لما كان بينهما من المواثيق ...
ثم أمر قرا يوسف بإجلاس السلطان في صف النعال وكلفه أن يكتب بخطه صكا بإيالة آذربيجان إلى ابنه پير بوداق ، وآخر في حكومة بغداد إلى شاه محمد. وحينئذ قام الشاه محمد من مجلسه هذا وسار توا إلى بغداد دار السلام ولم يكن في النية أن يتعرض للسلطان إلا أن أمراء (١) بغداد ألحوا كثيرا في القضاء عليه فأثروا عليه وحينئذ أغمض عن قتله فقتل ... ولم يتول هو ذلك ودفن بجنب أخيه السلطان حسين الذي كان قتله سابقا. وأما علاء الدولة الذي هو من أولاد هذا السلطان والذي كان معتقلا في قلعة عادل جواز فقد قتل أيضا (٢).
ترجمة السلطان أحمد (سنة ٧٨٤ ـ ٨١٣ ه):
إن ترجمة هذا السلطان من أغرب التراجم ، ناضل عن عرش العراق وجالد بكل ما أوتي من همة ، وما استطاع من تدبير ... ولو لا ظهور تيمور بصورة جبارة وقضائه عليه مرارا وعودته الكرّة تلو الأخرى ... لكان له شأن في تاريخ ملوك العراق ... نفسه وثابة لا تعرف الكلل ، ولا تخمدها الكوارث ولا المخذوليات ... ولسان حاله ينطق (٣) :
__________________
(١) ذكر الغياثي منهم محمد الدوادار وأن هؤلاء أصروا في لزوم قتله وتولوا خنقه بأنفسهم لأن الأمير قرا يوسف كان قد أخذ على نفسه العهد «ص ٢٠٧».
(٢) حبيب السير ج ٣ ص ١٨٦.
(٣) البيتان للشريف الرضي.