انتهز الفرصة فجيش جيشا عظيما من بغداد وسار به في المحرم سنة ٨١٣ ه إلى تبريز وإن شاه محمد النجوي فر من وجه السلطان وكان قائما مقام الأمير قرا يوسف فدخل تبريز في غرة ربيع الأول دون مقاومة من أحد فإن الشاه محمد النجوي الذي كان حاكمها انهزم.
ثم إن الأمير قرا يوسف فتح أرزنجان بطريق المصالحة وعين نائبا عنه پير محمد عمر. ولما وصل إليه خبر دخول السلطان تبريز رجع فعلم السلطان بعودته فاستعد لحربه وفي يوم الجمعة ٢٨ ربيع الآخر (١) من السنة المذكورة وقع بين الجانبين في منخفضات غازان مقاتلة أسفرت عن تغلب الأمير قرا يوسف وانهزام السلطان أحمد إلى المدينة ...
وفي أثناء هزيمته ضربه تركماني فوقع من فرسه ، فانتزع منه أسلحته وثيابه وتركه وشأنه فاضطر السلطان أن يسلك من ممر ماء إلى بستان هناك فعرفه شيخ اسكافي وأسرع إلى خدمته وقال له : أيها السلطان ما هذه الحال فأجابه عليك بالسكوت ولا تفش سري. لأن اتباعنا في هذه المدينة كثيرون وعند ما يحل الليل أذهب إليهم وأحصل منهم على ما احتاجه من الذهب والخيل. وسأراعيك عند وصولي إلى بغداد وأمنحك مقاطعة بعقوبة. فقبل الشيخ الأسكافي منه هذا الوعد وانصرف إلى بيته وكان لهذا الشيخ امرأة عجوز تزعم أن لها مهارة في أمور مختلفة ... كالطالع والأخبار بالمغيبات فلما قص عليها ما وقع وطلب منها بيان ما هو الصالح شرعت في أخذ المال وقالت : بيننا وبين بعقوبة مسافة بعيدة ولا يجدينا النفع من هذا الطريق فالأولى أن ننتهز الفرصة ليلا وقت اجتماع الناس عند السلطان وقبل أن يفرط من أيدينا الأمر وتذهب إلى قرا يوسف فتخبره بأمر السلطان وتحصل منه على ما يرضيك أو يغنيك لقاء هذه الخدمة ... فوقع كلام العجوز منه موقع القبول واستصوب ما
__________________
(١) وفي الغياثي ١٧ ربيع الآخر لسنة ٨١٣.