ما كتبوه علميا ودرجة تطور هذه الصناعة بمن قامت بهم ... حتى نالوا الحظ الوافر من الشهرة لحد أن صاروا أساتذة الخط عند جميع الأمم الإسلامية ...
ولا ننسى أن الغالب في الناس أن يجعلوا هؤلاء الأساتذة واسطة الوصول وسلمه إلى أستاذ الخط بالاستحقاق فلم يشاؤوا أن يحتفظوا بنماذج منها ، وإنما يقفون عند الأصل ... والسند أو الصلة الفنية مقصورة في الغالب على الخط ، ولا نجد أساتذة موصولي السند في النقش وفي غيره كالتجليد والتذهيب ، والرسم وما ماثل ... فلم نحرص على رجال الصناعات ، ولا علمنا مدونات عنهم بصورة متوالية ، ولا حفظنا أسماء أصحابها إلا أن يكون صاحب الأثر قد دون اسمه مثل النقاش الخطاط زرين قلم في نقوشه وخطوطه على بناية جامع مرجان وخان الأورتمة وعبد علي النقاش وكان قد استخدم في بلاط سمرقند ايام تيمور ... وكان عمل تيمور على أن يجمع في عاصمته سمرقند أكبر عدد ممكن من الفنانين والصناع فنقل إليها مئات المصورين من بغداد وتبريز وغيرهما من البلاد التي استولى عليها ومع ذلك ظلت بغداد وتبريز مركزين لصناعة التصوير ... (١).
وفي المتحفة البريطانية نسخة من قصائد خواجو الكرماني المسماة ب ـ (هماي وهمايون) المار ذكرها سابقا. كتبت بخط مير علي التبريزي الخطاط المشهور في بغداد سنة ٧٩٩ ه (١٣٩٦ م) ، وعلى إحدى صوره توقيع الفنان الفارسي جنيد السلطاني الذي كان في خدمة السلطان أحمد
__________________
(١) التصوير في الإسلام ص ٣٨ تأليف الدكتور زكي محمد حسن أمين دار الآثار العربية بمصر وكتابه مفيد جدا إلا أنه لا يخلو من بعض الهنات الهينات مثل عده السلطان أويس آخر ملوك الجلايرية في حين أنه أراد السلطان أحمد ... وما شابه ... مما لا يخلو منها كتاب وغالبها شطة قلم.