الإيرانية ، أو أن الإيرانيين اقتبسوها ممزوجة بما عندهم وموافقة لميولهم ، أو متصلة بآدابهم ومألوفاتهم ...
والعراق لم يخرج عن هذه الأوصاف وإن كان للمحيط حكمه وأثره ، وللأدب نزعته واتصاله ... ففي هذا العهد نرى الطوابع مرسومة ، والنقوش ثابتة ، والعلاقة ظاهرة للعيان ... فإذا عددنا نقاشا واحدا ، أو مذهبا ، أو بضعة خطاطين أو بنائين في عصر أو عدة عصور فهذا لا يدل على أن العصر أو العصور لم تنجب غير هذا ، أو عقمت أن تلد مثله ولم تنتج سواه ... وإنما كان نسيان العصر لرجاله ، أو فقدان آثارهم ، أو تجول هذه الآثار في الأقطار حتى خفيت ، أو ضياع التواريخ بسبب الحوادث ، أو جهل العصور التالية كل هذه لا تمنع من التعرف بالآثار الموجودة والمخلدة في المتاحف ، أو الاطلاع على جماعة من أصحابها ...
ـ نعم صرنا نتحرى الآثار لمعرفة قوة الصناعة ودقتها ، ودرجة رقيها فلو عدمنا التاريخ فلا نعدم نفس الآثار ... ولعل في هذه ما يغني أو يبصر بما كان .. فالخطاطون نوعا معروفون واشتهر منهم جماعة في هذا العصر ، والكل ساروا على منوال ياقوت المستعصمي ... فهو أستاذ الجميع في الأيام الأخيرة ، وصلتهم به موصولة ... وتوالوا بعده إلى أن جاء رجال الوقت المعاصرون ، وقد قدمنا ذكر جماعة منهم عند حوادث الوفيات وأخص بالذكر السلطان أويس ، والسلطان أحمد ، والسلطان إبراهيم بن شاه رخ بن تيمور لنك من الملوك ..
وبكل أسف أقول نحن في حاجة أكيدة للحصول على نماذج من خطوطهم وأن نتحرى عنها في مختلف المتاحف ودور الكتب لنتمكن من إدراك الصناعة بمعناها ولو في الخط خاصة ولا يكفينا أن نعلم أسماء جماعة ممن فاقوا في الخط دون أن نعرف درجة حسن خطوطهم ، وقيمة