المشموم في العلم المبارك المقسوم والمسافات والنجوم) جاء وصفه في مخطوطات الموصل ، وفي لغة العرب ، ولم يعرف مؤلفه.
والحاصل أن (سيدي علي رئيس) أخذ الكثير من هذه الرسائل القريبة من عصره وجمعها في كتابه (المحيط). واستفاد من اتجاه كتب العرب وترجم رسائلهم وجعلها من فصول كتابه لخدمة أمته لعلها تعود مرة أخرى. نقله إلى اللغة الألمانية الأستاذ هامر. وطبع ولم يطبع الأصل في تركيا. والأمل أنه لا يهمل.
ولا شك أن الاستفادة من مؤلفات العرب كان نصيب الأقوام الآخرين انتفع منها الغربيون حتى تقدمت عندهم علوم البحار ، وتولدت السفن البخارية. ومن ثم تغيرت الوجهة تماما.
وعلم البحار في هذا العصر يتصل بناحيتين إحداهما مؤلفات العرب من طريق بحارتهم وعلومهم ، وثانيتهما الهنود وما قاموا به. وأما الإيرانيون فقد كان لهم اتصال بالاثنين إلا أننا لم نقف لهم على آثار خاصة بعلوم البحار ، ولكن (كتب الهيئة) أو (علم الفلك) والتقاويم وتواريخ السنين وضبط يوم النوروز وما ماثل مما لها علاقة كبيرة به. فجاءت آثار العرب المذكورين مجموعة صحيحة في علم البحار ، ولكنهم تأثروا ببحارة إيران ومصطلحاتهم باللغة الفارسية ومصطلحات الهيئة الإيرانية كما تأثروا بالهنود أيضا ومصطلحاتهم عين مصطلحات الإيرانيين أو أغلب ما فيها. فلم يلتفت ابن ماجد والمهري إلى علوم العرب وحدها ، وإنما أخذوا بما عند غيرهم أيضا فجاء المجموع كاملا. ولو طبعت مجموعة الچلبي ، وكتاب فكرة الهموم المذكور لكملت المجموعة ، وتم المراد. ومن ثم نلاحظ تقدمات علم البحار عند الغرب واستفادته من العلوم الجديدة والمخترعات العصرية ، فنكون قد جمعنا بين المصطلح ، وتاريخ العلم ، وتطور الفن.