وجعلت والأرض البسيطة سواء حتى إن المراقد المباركة مثل مرقد الإمام الأعظم والشيخ عبد القادر وسائر الأئمة قد أهينت وهدمت وانتهبت منها المعمولات الفضية ...
ثم إن الشاه قام على العشائر ونكل بهم وأجرى أنواع المظالم ، وقد عدد في خلاصة الأثر أمثال ذلك مما لا محل لإيراده فقد مضى لها من الأعمال الشائنة وفيها من القسوة ما لا يقبلها دين ، أو ترضى بها طائفة.
وإثر واقعة بغداد أخذ الشاه عبد الباقي المولوي خطاطا لجامع أصفهان وكان من أساتذة الخط ومشاهيره. ولا تزال إيران والمملكة التركية تنتفع من العراق ، من أدبائه وعلمائه وخطاطيه كما وقع أيام عالي أفندي الدفتري وغيره بل ولا يزال الترك يتغذون بشعر فضولي ، وبشعر روحي وأضرابهما إلى هذه الأيام. وإن الإيرانيين كانوا أقرب إلى الأخذ وألصق بالعراق ، فكان أخذ هذا الخطاط من الوقائع المهمة ، ولعله آخر من أخذ من العراق. أوضحت عنه في تاريخ الخط العربي في العراق (١).
حوادث سنة ١٠٣٣ ه ـ ١٦٢٣ م
الاستيلاء على البلاد الأخرى
١ ـ الموصل وكركوك :
إن الشاه بعد أن استولى على بغداد شكا أهل الموصل أمرهم له من جراء ما كان ينالهم من ظلم كور حسين (٢) باشا وحينئذ سير الشاه
__________________
(١) فذلكة جلبي ج ٢ ص ٦٥ وتواريخ عديدة.
(٢) وهذا نال مناصب عديدة ومنح منصب الموصل. وفي واقعة بغداد أرسل مددا وجاء إليه (قره جغاي خان) فحاصره في (قزل خان) خمسة وعشرين يوما فاستشهد مع سائر السكبانية المحصورين معه. كان ذلك في هذه السنة وهو مشهور في رمي السهام هو وأحمد باشا أخوه.