التعذيب وكووه بالنار إلى أن اشتوى لحمه ليبين مواقع أمواله ... وأن ابنه يشاهده بهذه الحالة ولا يبالي بل كان يشرب ويضحك على أبيه المتألم. وبعد أن بين جميع أمواله ولم يبق أمل في إخراج غيرها أمر الشاه أن يوضع في سفينة ويصب في أطرافه النفط والقطران ويشعل بالنار فأحرقه وأخاه عمر.
وجاء عنه في خلاصة الأثر :
«وبكر باشا هذا رومي الأصل سكن بغداد وصار من أكابر عسكرها ، تغلب عليها وانبسطت يده على مملكتها حتى صار إذا جاءت وزراؤها متولين عليها لا ينفذ من حكمهم إلا ما نفذه وهو الذي أدخل الشاه بغداد وقتله الشاه وأخاه عمر وولده شر قتلة وكان قتلهم سنة ١٠٣٢ ه (١).
وقائع ومظالم أخرى :
ثم إن ابنه لم ينل حظا من الشاه. سخط عليه بعد ذلك فخابت آماله وخسر وناله ما نال والده فقتل.
وفي تاريخ الغرابي :
«ثم إن الشاه أخذ درويش محمد إلى العجم ، وعين له مرسوما يعيش به ، فبقي هناك إلى أن هلك» ا ه (٢).
وكذلك هتكت حرمات وأستار وأرملت نساء وأوتمت أطفال وأتلفت ثروات والحاصل تدمرت البلدة وشوهد ما لم يشاهد واستغاث الناس وتطاول الأشرار حتى على البيوت فصارت بغداد دار المحنة لا مدينة السلام. ولا تسل عن الجوامع والمساجد والمدارس فإنها دمرت
__________________
(١) خلاصة الأثر ج ١ ص ٣٨٢ و ٤٥٥.
(٢) تاريخ الغرابي ج ٢ ص ١٠١.