حوادث سنة ١٠٣١ ه ـ ١٦٢١ م
الوالي يوسف باشا
وهذا آخر ولاة الترك في بغداد لهذا العهد ومنه انتزعها المتغلبة وفي رأسهم بكر صوباشي. وكان النفوذ على الولاة قبل هذا التاريخ مشهودا إلا أنه لم يظهر كما ظهر في هذه المرة بمجابهة أصل الحكومة والثورة في وجهها. وهذا الوالي لم يعين صاحب گلشن خلفا تاريخ ولايته إلا أنه ذكره بعد أن أورد حوادث سنة ١٠٢٦ ه مما يشير إلى أنه كان قبل هذا التاريخ ولعله أورد أسماء الولاة مطردا ثم مال إلى الوقائع في أيامهم. وصاحب السجل يشير إلى أنه ولي بعد سنة ١٠٣٠ ه لأنه ذكر أنه ولي إمارة روم إيلي سنة ١٠٣٠ ه ووجد في حرب لهستان ثم عهدت إليه ولاية بغداد فقتل فيها عام ١٠٣٢ ه في الثورة التي قام بها بكر صوباشي. وكان من بوسنة فتخرج في البلاط ثم صار آغا الينگچرية وبعدها ولي روم إيلي بالوجه المشروح (١).
بكر صوباشي
١ ـ جداله :
قالوا تزايد نفوذ بكر صوباشي من سنة ١٠٢٨ ه وكان في بادىء أمره من أفراد الينگچرية فصار في رتبة (صوباشي) (٢) ، ثم صار آغا الينگچرية ومن ثم جمع له أعوانا في الخفاء واكتسب نفوذا. تابعه نحو اثني عشر ألفا من الجيش الأهلي (قول بغداد). وكان قد خافه جماعة من الأعيان أيضا فمالوا إليه رهبة لا رغبة وانضم إليه الأهلون من كل
__________________
(١) سجل عثماني ص ٦٥٥.
(٢) الصوباشي. له كسوة خاصة. ويقوم بأعمال الشرطة ومهمات البلدية وفي أيام الحرب يؤدي الواجب العسكري (قيافت وتشكيلات عسكرية ص ٦٠).