حوادث سنة ١٠٣٢ ه ـ ١٦٢٢ م
حافظ أحمد باشا وبغداد
في (سنة ١٠٣٢ ه) نال السلطان مراد الرابع السلطنة. وكان موصوفا بالشجاعة والسطوة والقوة. وفي أيام جلوسه كانت الإدارة في تذبذب واضطراب لم يعهد مثلهما ، وأن الجيش والينگچرية جمحوا فلم يتمكن أحد من ضبطهم ، فحدثت غوائل منها (حادثة بغداد) فأبرز من الشدة والحزم ما مكنه من إزالة الاضطرابات وإرجاع الإدارة إلى نصابها فتولد نشاط وجدة نوعا ...
وقبيل جلوس السلطان كانت الحكومة رأت ما رأت في بغداد من رد متسلمها أرسلت سليمان باشا واليا بالوجه المذكور وهذا خذل. وحينئذ زاد حنقها واهتمت أكثر لدفع الغائلة ففوضت حافظ أحمد باشا أمير أمراء ديار بكر وهو من قدماء الوزراء. جعلت معه ولاة مرعش وسيواس والموصل وأمراء كردستان. فكان من رأي أحمد باشا المداراة وتولية بغداد لبكر صوباشي وإلا فإنه يتوقع أمورا ليست في الحسبان.
وأكثر ما كان يخشى منه أن يميل هذا المتغلب إلى إيران ويسلم بغداد إلى العجم عنادا فيدعو الشاه لصد العثمانيين فيولد مشاكل خارجية فلم يلتفت أعيان الدولة إلى رأيه بل حملوا ذلك على سوء الظن به. اتهموه بأنه أخذ مالا من بكر صوباشي من جراء المراجعة والتوسط لحكومته.
ولما وصل خبر ذلك إلى حافظ أحمد باشا سار إلى بغداد فقاتل هذا الثائر. فكسره فتحصنوا في المدينة ، وشرع في الحصار والقتال في أطراف بغداد. بدأ بالتضييق على بغداد وهاجم عدة هجومات ، جرت خلالها مصادمات فاضطر أخيرا جيش بغداد إلى الهزيمة ، فأضاعوا ثلاثة آلاف وسبعمائة جندي وألفين وخمسمائة أسير. أما الأسرى فإنهم حينما