حضروا إلى القائد أمر بقتلهم ولم يقبل منهم عذرا ، ولا رحم شيخا ولا شابا.
بغداد وشاه العجم :
ولما وصل خبر هذه المغلوبية إلى بكر صوباشي ورأى أن الخناق قد ضاق على بغداد كتم غيظه ولم يبال بما جرى على القتلى والأسرى ورأى الصواب في أن يسلم مفاتيح بغداد إلى الشاه عباس الكبير. نظرا لما ناله من الحصار ولما أصاب بلاده من القحط الشديد من جراء ذلك.
وعلى كل لم يطق بكر صوباشي صبرا على هذه الحالة ولم تبق له قدرة المقاومة والتزام الجيش لمدة طويلة فاضطر إلى الاستمداد من الشاه عباس والاستعانة به مبينا له أنه إذا أنقذه من هذه الورطة وخلصه من الترك فسوف يسلم له بغداد خصوصا بعد أن عقد مجلسا للمذاكرة مع أعيانه واتضح للجميع أن العثمانيين لو ظفروا به وبأعوانه لا ينجو منهم أحد فاستولى اليأس عليهم بسبب الضعف عن المقاومة ... ورجحوا أسر العجم على هلاكهم من جانب الترك فقرروا لزوم تسليم بغداد إلى الشاه صيانة لحياتهم. وافق الكل على هذا. وكتب بكر صوباشي كتابا يتضمن أنه منقاد لإيران وعرض المفاتيح والكتاب مع رسول يسمى (عباسا). فذهب هذا لبلاد العجم مسرعا ...
جاء في خلاصة الأثر عن هذا الكتاب «... كتب ـ (بكر صوباشي) ـ للشاه كتابا يقول له أسلمك بغداد بشرط أن تكون الخطبة والسكة باسمك فقط فرضي الشاه بذلك» ا ه.
وفي هذه الأثناء كان الشاه في سفر قندهار فأرسل إليه بريد سريع قدم إليه الرسالة والمفاتيح فخلع الشاه على الرسول وأكرمه إكراما زائدا إذ إنه كان يترقب هذه الفرصة آنا فآنا. ولما حصلت بادر للمساعدة.