والمطلوب بيان أعماله ، وما قامت به أسرته من الحضارة أو التخريبات ولا يهمنا ما يتوسل به رجال هذه الأسرة أو المتزلفون لهم من الانتساب إلى أكبر أسرة ، أو أعز قوم ، أو أشرف قبيلة في حين أن المؤسس إنما قام بمقدرة ذاتية ، ومواهب نفسية. ولم يكن المعول عليه النسب في أصل تسنمهم المكانة الرفيعة.
والمعروف عن هذا المؤسس أنه راعى رغبة الأهلين في الأمور النافعة ونشر العدل والعلم فقوي سلطانه وزادت شوكته فحبب نفسه من الأهلين ، وفتح القبان. وكان يحكمه رجل يقال له (بكتاش آغا) فانتزعه منه وقضى على نفوذ (حاكم الدورق) وهو بدر ابن السيد مبارك و (حاكم الحويزة) السيد مبارك (١) اللذين صار لهما شأن استفادة من ضعف حاكم البصرة. فلما تمكن أفراسياب قضى على أمثال هؤلاء أو تمكن من فتح أكثر الجزائر ، وكذا امتنع من إعطاء الجوائز إلى السيد مبارك وهي رسوم كان يأخذها وكذا رده عما كان يأخذه من شط العرب من القسم الشرقي منه. واستمرت حكومته لمدة سبع سنوات ثم خلفه ابنه (علي باشا) ولم نعثر على تفاصيل كافية عن أيامه وعلى كل تصادف زمن تأسيس حكومة وتنظيم إدارة فلا يؤمل منها أكثر مما عرف عن والده. ويأتي بنا ذكر حوادثهم في حينها.
حوادث سنة ١٠٠٦ ه ـ ١٥٩٧ م
الوالي الوزير حسن باشا
قال في جامع الدول : «في هذه السنة (١٠٠٦ ه) خرج خارجي من جانب البصرة يقال له السيد مبارك فاجتمع إليه جمع عظيم من أوباش العرب والعجم فنهبوا البلاد وأفسدوا فيها ولما عرض ذلك إلى الباب العالي وجه ايالة بغداد إلى الوزير حسن باشا بن محمد باشا
__________________
(١) هذا ابن سجاد المذكور في تاريخ العراق بين احتلالين ج ٣.