أخرج الطوغ الهمايوني (١) وركز أمام الحربية فاستعد الوزراء والأمراء ممن تقرر اشتراكهم في الحرب ونشروا الأعلام الأخرى للاطلاع ، وفي ١٥ شوال نقل الأوطاغ الهمايوني (خيمة الملك) إلى اسكدار ، وفي ١٦ ذي القعدة تحرك الفيلق أيضا إلى اسكدار وفي ٢٣ منه يوم الخميس برز السلطان بموكب زاهر واحتفال عظيم وذهب إلى اسكدار ممتطيا جواده وعلى رأسه مغفر عليه عمامة حمراء من شال ، وعلى كتفه طيلسان فكان في زي عربي يحكي طراز الصحابة الكرام (رض) في أوضاعهم حينما يتأهبون للغزو والجهاد ومعه الجيوش في أبهة (٢). وحيثما مر من صوب أو التفت إلى جهة أو ناحية من النواحي سمع نداء الأهلين قائلين له (عليك عون الله) فكان لوضعه هذا تأثير كبير في النفوس.
وفي ٢٣ ذي الحجة يوم السبت رحل السلطان من اسكدار وتوجه نحو بغداد وقطع في سفره هذا (١١٥) مرحلة. وفي المرحلة الخامسة من هذه المراحل عاد المشيعون إلى استانبول وهم الموالي والمعزولون والمدرسون.
حوادث سنة ١٠٤٨ ه ـ ١٦٣٨ م
السلطان في طريقه أيضا
وصل السلطان إلى حلب الشهباء بتاريخ ١١ ربيع الأول من سنة ١٠٤٨ ه وهنا انضم إليه الجيش المصري بأميرهم رضوان بك. وفي ٢٦
__________________
(١) الطوغ : علم للعثمانيين ، ولسائر الأتراك ويتكون أعلاه من شعر الخيل ويلون بألوان وله أهمية. وتتعين رتبة الأمير بالنظر لما منح من طوغات. والتفصيل في كتاب (تشكيلات وقيافت عسكرية) ص ٣٧.
(٢) رأيت في استانبول في متحف طوبقبو قسم الخزانة لباسه حين افتتح بغداد. وبين هذه مغفر ، ودرع ، وكنانة سهام وسيف ، حتى ركاب فرسه وعدته ... وقد حفظ في خزانة خاصة كتب عليها ذلك. أما السلطان سليمان فقد حفظوا لباسه بوجه عام.