بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد فإن العراق كان أصابته الضربة القاسية من المغول سنة ٦٥٦ ه ـ ١٢٥٨ م فلم يصح منها حتى أعقبته أخرى وأخرى ولا يزال إلى هذا العهد. تداولته الأيدي القاهرة وتناوبته الأحداث المزعجة ، فلم يتمكن من استعادة مجده واستقلاله ، بل تواترت عليه الإحن وتوالت النكبات ، فعبثت به ولم تدع له مجالا للتفكير بشؤونه ، بل لم يتنفس الصعداء إلا في ٢٤ جمادى الأول سنة ٩٤١ ه ـ ١٥٣٤ م إبان الفتح العثماني. دام هذا لأمد محدود ، ثم اختلت إدارته بما حدث من حروب بين العراق وإيران ، فرأى ضروب الضيم ، وأنواع الحيف من الإدارات العاتية. في خلالها خنع مرة ، وأبدى الشموس أخرى. لكنه كان مهيض الجناح ، متأثرا بأوضاع دولته في غالب أحواله وإن كانت له خصوصيته إلى أن حدث احتلال بغداد في ١٧ جمادى الأولى سنة ١٣٣٥ ه ـ ١١ آذار سنة ١٩١٧ م. وفي هذا التاريخ انتهى الحكم العثماني ، فقطعت العلاقة بيننا وبينه كما أنه بعد مدة وجيزة زال من البين ، وخلفته (الجمهورية التركية).