الأول كان مرافقا له في الحرب وتقلد مناصب منها (إمارة اليمن) ، فحلب ، ثم وجهت إليه (إمارة بغداد). وهذا لم يتعرض له صاحب گلشن خلفا لهذه المدة ، ثم وجهت إليه مناصب أخرى حتى صارت إليه ولاية بغداد للمرة الثانية كما سيجيء. ولعل السبب في أن صاحب گلشن لم يذكره هذه المرة لأنه لم يجد ما يدونه لأيامه هذه. وبقية أخباره في ولايته الثانية ... (١).
والغرض من بيانه هنا مراعاة التسلسل لأمراء بغداد. وقد غاب عنا الكثير منهم. والصولاق يعني الحرس الملكي في البلاط ، ثم أطلق على حرس الوالي في مثل بغداد ومصر من الممالك المستقلة ، وكان بعض آبائه أو أجداده من هؤلاء فعرف بصولاق زادة أي من آل الصولاق.
هذا. ولم نجد ما يسد الفراغ بين سليمان باشا وفرهاد باشا الصولاق. ولعل خمول ذكرهم ، وعدم ظهور وقائع مهمة مما سبب أن يغفل أمرهم. وكأن صاحب گلشن خلفا ، يتطلع إلى قائمة الولاة أمام عينيه فلا يذكر إلا من كانت له مكانة ، أو ظهرت في أيامه حوادث تدعو لذكره. أو أنه لم يجد من أسمائهم ما يتمكن من تدوينه.
حوادث سنة ٩٥٢ ه ـ ١٥٤٦ م
الوالي اياس باشا
ضبطه صاحب قاموس الأعلام بمد أوله (آياس) والعرب ينطقون به بلا مد والنطق به معروف. وأصله ألباني. (أرناود ، أو أرنبود) (٢) تخرج
__________________
(١) سجل عثماني ص ١٦ ج ٣.
(٢) أصل اللفظة (آربانيا) أو (آربريا) فالبعض ينطق بالأول وآخرون بالثاني.
والأوروبيون يقولون (آلبانيا) وهكذا جاءتنا عن مترجماتهم الجغرافية والسياسية وفي التركية وردت محرفة من طريق الروم الذين يتكلمون بها (آربانيا) ، أو ـ (آروانيا) للمملكة و (أروانت) للأهلين فلفظها الترك (أرنارويت) أو (أرناود) وبعضهم أبدى أن أصلها فارسي (عارنبود) أي لم يكن عارا أو عربي (عار علينا أن نعود) ، وذلك من السخافة بمكانة. (قاموس الأعلام) وفي دائرة المعارف الإسلامية بحث مهم في هذه المادة.