النقصان ولذا انتظروا ورود المدافع والمعدات الحربية فمكثوا عدة أيام بلا حرب ولا جدال.
حوادث سنة ١٠٤٠ ه ـ ١٦٣٠ م
بقية حوادث الصدر الأعظم بجانب بغداد
وفي أوائل المحرم من سنة ١٠٤٠ ه مضى إلى المدينة (بغداد) من طريق در گزين ، ودرتنك وقصر شيرين وحلوان. وهكذا حتى عبر نهر ديالى ، فوصل إلى قنطرة (چبوق) ، واللقمانية وفي ٢٨ المحرم وافى الشط قرب الأعظمية.
ومن الجهة الأخرى إن كنج عثمان جاء من طريق الفرات فورد الفلوجة ومنها مضى إلى الحلة فهاجمها. وفي ٢٠ صفر سنة ١٠٤٠ ه شرع السردار في حصار بغداد ، وأحاطها من جميع جوانبها. وفي ٣ ربيع الأول سنة ١٠٤٠ ه هاجمها هجوما شديدا. وذلك أن كل وال (أمير أمراء) هاجم بما لديه من الأغوات والعساكر فاجتازوا المتاريس ووصلوا إلى قرب السور فكان دخولهم هذا المأزق مخطرا جدا. وهناك بذلت النفوس مجهودها ، وجالدت جلادا عنيفا. وكانت المدافع ترمي على الأعداء فرمت ما يقرب من ألف قنبلة ولكنها لم تتمكن من التأثير على السور إلا من جانب ومع هذا دام الحرب لمدة أربعين يوما. فظهر العجز في الجيش العثماني وبدرت بوادر خفوق المسعى رغم الجهود والمعارك الخطيرة. وإن الهجوم الأخير الذي جرى قد فل الجيش وبعثره. أتلف الكثير منه بحيث صار لا يدري الواحد بالآخر. وفي كل هذه المدة لم يأت مدد. وأعوز البارود والمؤونة والعتاد أكثر من كل شيء ... وما ورد إليهم لم يف بالمطلوب (١).
__________________
(١) فذلكة كاتب جلبي ج ٢ وتاريخ نعيما ج ٣ ص ٥٤.