أفكار الأهلين في همذان جهز الجيش وجعل القائد عليه أمير الأمراء زينل خان وأحمد خان بن هلو خان الأردلاني فمر من جهته ومعهم نحو الأربعين أو الخمسين ألفا من الجند فوصل إلى قلعة مهربان (مريوان) وذلك في رمضان هذه السنة فساق عليه الوزير جيشا لمقابلته تحت قيادة نوغاي باشا أمير أمراء حلب فتقابل الجمعان قرب المدينة ورخصت في هذه المعركة النفوس فلم يدع أحد من قوته شيئا وبذلت المجهودات ودامت المقارعة حتى العصر فوصل المدد للجيش العثماني وقت الحاجة واشترك في المعمعة فرجحت هذه الكفة على العجم ففر القليل منهم وهلك كثيرون وتركوا جرحى حتى إن سردارهم زينل خان فر أيضا. وعند وصوله إلى الشاه غضب عليه فأورده حتفه للحين.
وعلى هذا الخبر خلى الشاه همذان وانسحب إلى عاصمته. أما الوزير فإنه توجه نحو مهربان. ولمصلحة اقتضت بقي هناك مدة سبعة أيام أو ثمانية. ثم عزم إلى همذان فكسر الجيش الإيراني في طريقه. ومنها استولى على درگزين (١). وكان في نيته أن يذهب إلى عاصمة إيران وهي أصفهان ولكنه حين وصوله إلى صحراء درگزين اضطر أن يطيع أمر السلطان الوارد إليه القاضي بلزوم ذهابه إلى بغداد. وفي هذه الأثناء أصلى نهاوند بنيران حامية.
وفي طريقه أمر السردار كلّا من يوسف باشا أمير أمراء روم ايلي وكوچك أحمد باشا أن يدمروا مملكة (رستم خان) ففعلوا واجتمعت الجيوش في باش دولاب لتتوجه إلى بغداد وتلتحق بجيش السردار للذهاب إلى هناك فخربوا كل ما مر في طريقهم.
وفي ١٠ ذي القعدة توجهوا إلى بغداد. اجتمعوا في باش دولاب. ولكن المنقول عن بعض الثقات من أهالي بغداد أن (دجلة) كان في حد
__________________
(١) وصفها في تاريخ نعيما ج ٣ ص ٣٥.