فيل الشاه صفي :
في هذه السنة بلغ الخبر كوچك أحمد باشا وكان مقيما في الموصل أن أمير آخور الشاه زينل خان أتى إلى بلدة شهرزور ومعه فيل أهداه سلطان الهند إلى الشاه صفي ، فذهب إليها وانتزعه منه وأرسله إلى السلطان مراد ، فبلغ هذا الخبر الشاه فأرسل نحو خمسين ألف فارس ، فالتقوا بأحمد باشا عند قلعة مهربان ، فاقتتلوا ولم يتزلزل أحمد باشا من مكانه حتى استشهد ، ولقبه العجم (بدمير قازوق) لثباته (١).
حوادث سنة ١٠٤٦ ه ـ ١٦٣٦ م
الحالة العامة
من حين تركت الدولة العثمانية حصار بغداد اشتغلت في تنظيم داخليتها فلم تتمكن. عاث العجم فيها وصاروا في تأهب حربي بل في مقارعات فعلية فلم تدع فرصة للالتفات ... إلا أن الحروب كانت في أنحاء (وان) فصارت تتداولها الأيدي. واشترك السلطان مراد في حربها ... وعلى كل نرى الحكومتين تتقارعان الطالع ، وتجازف كل واحدة بقدرتها وما لديها من قوة ولم تكن هناك الحرب الحاسمة لتعادل القوى ، ولم يكن الترجيح فائقا من جهة ، وإنما يعوز حسن التدبير للتفوق والرجحان ويغلب على العثمانيين الاضطراب في الإدارة مما منع أن تكون كفتهم راجحة بكثرة القوة وكمال العدة. أنهكت الحروب الدولتين ولم تفكر واحدة منهما في الأمر وما يؤول إليه. وإنما تأمل الواحدة أن تقضي على الآخرى. ولم ينقطع هذا الأمل.
الحرب سجال. والعراق لم يصف له الجو ، وحالته ما وصفنا من حروب إلى طواعين إلى قسوة وتعديات وهكذا ...
__________________
(١) تاريخ الغرابي ج ٢ ص ١١٣.