ربيع الأول منه رحل عنها وقطع مراحل حتى وصل پيره جك وهناك أعد قبل هذا عثمان باشا أربعين سفينة ونصب منها جسرا للعبور فعبر عليها الجيش أما السلطان فإنه ركب في زورق وعبر. استصحب المفتي معه إكراما له. وقد صب خمسة مدافع عظيمة اثنان منها كل واحد حشوه عشرون أوقية من البارود وثلاثة منها حشو كل منها ١٨ أوقية. وصنع في الفلوجة ٨٠٠ سفينة لنقل الذخائر والأطعمة. وهنا التحق بالفيلق أمير أمراء سيواس كور خزينة دار وأمير بوزاوق شمسي بك زاده فانضموا إليه في پيره جك.
ولما وصل منزل جلاب توفي الوزير الأعظم بيرام باشا في ٦ ربيع الآخر فتأثر عليه السلطان كثيرا. وعهد بالوزارة العظمى إلى محمد باشا الطيار. وبعد منزلين ورد أمير أمراء الشام (درويش محمد باشا).
وفي ٢٣ ربيع الآخر ورد السلطان ديار بكر فأقام بها للاستراحة عشرة أيام. وبعد يومين من وصوله جاء الوزير الأعظم فأجري له احتفال عظيم وأنعم عليه السلطان بخيمة وخرگاه وأوطاغ وبارگاه. وفي ذلك اليوم عهد إلى درويش محمد باشا بإيالة ديار بكر وألحق به كثير من أمراء الألوية. وكذا التحق بدرويش محمد باشا أمير الصحراء (سلطان البر) ابن أبي ريشة مع باشوات طرابلس وحلب وعدة أمراء ألوية وعين مقدمة الجيش وأرسل في الأمام.
وفي ٤ جمادى الأولى رحل السلطان عن ديار بكر وكان ذلك في ٣ أيلول. وبدل السلطان قيافته فدخل ماردين للتفرج ...
وفي أثناء مروره بحلب وديار بكر تقدم الشعراء لمدحه والدعاء له بالسفر الميمون وكان مدحه الشاعر نظمي أفندي البغدادي حين ورد الرها بقصيدة تركية طويلة جعل كل شطر من أبياتها تاريخا لقدومه ودعا له بالسفر المبارك. ومدح بقصائد ومقاطيع تركية كثيرة ذكر في (تذكرة