فرح كثيرا بمنشور الولاية وندم على دعوة الشاه عباس والركون إليه بالدخالة فاتخذ التدابير لإعادة صفي قولي خان. فكتب إليه يرحب به بعد أن قام بضيافته وقدم له أفخر الهدايا واعتذر له ولكنه أي صفي قولي خان لم يكن ممن يقعقع له بالشنان أو يكتفي بالمدح الفارغ والألفاظ اليابسة وإنما كلفه بتسليم المدينة إليه حسبما عهد إليه. وكان قد قال له بكر صوباشي في كتابه :
ـ إننا عبيد الشاه القدماء وبيننا حقوق الجوار فنشكره على ما أسداه إلينا من المعاونة وما أجراه من الالتفات ونذكر له هذا الصنيع ونثني عليه من أجله دائما ونقدم له هدايانا الحقيرة مع ما استطعنا تقديمه من النقود ولا نزال على عرض العبودية ...
أما صفي قولي خان فإنه تهور وأطال لسانه. ويقال إنه قتل بعض من جاءه وألقى القبض على آخرين ...
مجيء الشاه عباس إلى بغداد :
إن صفي قولي خان كان قد وصل إلى خانقين. وتقدم نحو بغداد. فلما سمع بكر صوباشي ندم على ما فعل. وصار يلتمس الوسائل لرفعهم عن بغداد. ولذا استقبله بواسطة أعيان البلدة لإجراء لازم الضيافة وترصينا للوداد فأنزلهم خارج الباب المظلم (قراكلق قپو) وقام بضيافتهم ثلاثة أيام وقدم لهم الهدايا ورحب بهم غاية الترحيب وكتب بكر صوباشي بذلك كتابا. وقدم لهم بضعة أكياس من النقود.
وفي گلشن خلفا ذكر أنه استشاط غضبا حينما فتح الكتاب وعرف منطوياته وقال إني لم آت لهذا الغرض وسأخبر الشاه بما وقع فأرسل بعض رجاله بصورة مستعجلة إلى الشاه وأخبره بالحالة. وكان الشاه أتم سفر قندهار وعاد إلى أصفهان عاصمته وصار يترقب الأخبار عن بغداد وبينا هو كذلك إذ جاءه الرسول ... وحينئذ تهور أكثر وصار يتطاير من