يخرجون من (الباب الشرقي) وهو الطريق الذي يذهب إلى الشاه. ومن بقي فليخرج من باب الإمام الأعظم كتب الكتاب وأرسله إلى العجم في المدينة وصار ينتظر خروجهم.
ثم إن بكتاش خان أخبر الوزير الأعظم بأن الجيش الذي هو داخل البلدة على أغلب احتمال قد اتخذ ألغاما تحت التوابي التي استولى عليها الجيش العثماني وملأوها بارودا واتخذوا بذلك حيلة. أما الوزير الأعظم فإنه أخبر جيشه بذلك ونبههم على حيلة هؤلاء وما يحاولون إيقاعه. وعجل بلزوم إبطال ما مكروا به.
أوضاع الجيشين
إن الجيش العثماني كان يلتمس وسيلة ما للوقيعة بالعسكر الإيراني. قاموا بأجمعهم وهاجموهم وأعملوا فيهم السيف. ولما وصل كتاب بكتاش خان وأعلم بالأمان بكتابه المرسل إليهم ، خافوا وأبوا أن يخرجوا وتعللوا بعلل وبقوا تلك الليلة. ولما رأوا هجوم الجيش تحصنوا في تابية نارين. وحينئذ وقعت مصادمة عنيفة بين الفريقين فلم يروا طريقا للخلاص. فركنوا إلى الفرار.
وفي تلك الليلة قتلوا كل من وجدوه من العجم وانتهبوا أموالهم. وإن بقاياهم اجتمعت في (الباب الشرقي). وقفت هناك. وإن العسكر في تلك الحالة نهب من نهب ولم يمكن المنع من الغارة فعين الجبه جية (١) لحراسة سراي بكتاش خان ودور سائر الخانات والبزازين حفظا لها من النهب.
__________________
(١) الجبه جية : يوزعون الأسلحة والمهمات الحربية للجيش ، ويقومون بحراستها أيضا. وآل الجبه جي عندنا معروفون. وهم من بقايا أولئك.