العرب الذين كانوا من أصحاب المجاذيف بأنفسهم إلى الساحل فاستصرخوا عربان نجد هناك فابتدروا لمعاونة المسلمين فصاروا أدلاءهم لجانب البر ، وأخذ البرتغال الذين كانوا في بوارج العدو يرمون بأنفسهم أيضا. وكذا العرب الذين كانوا مستخدمين عندهم انسحبوا إلى بلاد العرب.
قال سيدي علي رئيس : ويعلم الله أن (خير الدين باشا) في حربه مع (آندريه طوريه) Andreas Doria لم ير هذه الدرجة من شدة وعظمة. فاضطر سيدي علي رئيس أن يبتعد عن الساحل فأمر بنصب الشراع ضرورة فانفصل عن بر العرب ودخل في بحر عمان وفي النتيجة وصل إلى برجاش (١) من كرمان وليس في هذه السواحل ميناء يلجأ إليه. وبعد اللتيا والتي وردوا (كيچى) من ولاية (مكران) إلا أنه لم يتيسر الوصول إلى الساحل بسبب الظلام فوقفوا في البحر. ولما أصبح الصباح وصلوا بكل محنة ومشقة إلى الساحل إلى (بندر شهبار). ذهب جماعة منهم فأفهموا الأهلين أنهم مسلمون وطلبوا الماء فوافق ذلك النهار يوم العيد فصار الحصول على الماء أكبر عيد لهم. ومن هناك وبواسطة الدليل مضوا إلى بندر كوادر. أهلوها من البلوج. ملكهم جلال الدين ابن ملك دينار وأن حاكمها جاء إلى الأسطول ورحب بهم وأحضر لهم ما يحتاجون إليه من عدة كافية كاملة وكتب إلى الملك وطلب منه ربانا ومعلما أي دليلا للبحر في عمان وسواحله ففعل وأبدى الطاعة والانقياد للسلطان.
ثم أقلعوا من بندر كوادر ومضوا إلى بحر الهند وساعدهم الريح مدة فجاؤوا إلى ساحل اليمن مرة أخرى. ساروا في البحر أياما عديدة
__________________
(١) ويقال جسك. ميناء إيران على مقربة من بلوجستان. قاله في ترجمة الرحلة إلى الإنكليزية.