إلى (ديو) Dio وكانت بيد البرتغال ، فاستولى عليهم الخوف ولا يستطيع القلم أن يعبر عما أصابهم من هول وهلع فكأنهم في يوم محشر ... فوصلوا بشق الأنفس إلى ولاية كجرات من الهند. وهناك صادفهم خطر آخر وهو الشق (السورة) فزاد المصاب ولم ينجوا منه إلا بعد جهد جهيد ، فوصلوا إلى (فشت قيدسور) وهذا ما بين (ديو) و (دمن) Daman (١) فلم يستطيعوا الركون إليها فمضوا إلى بندر (دمن) فحمدوا الله على السلامة بعد ما لاقوا كل الأخطار والصعاب والأمطار وهذا موسم الأمطار ويقال له بارصاد. وكان ملك كجرات السلطان أحمد (٢) وحاكم (دمن) ملك أسد تابعا له. وهذا حذر من البقاء ونصح بالذهاب إلى سورت خوفا من البرتغال فلم يتمكنوا من البقاء فقام سيدي علي رئيس بمن تبعه من البحارة فمضى بالسفن إلى سورت فوصلوها ففرح المسلمون بهم وقالوا لم نر طوفانا مثل هذا من قديم الزمان ، ولا رأينا قرصانا أي قبطانا (٣) ماهرا في علم البحار مثلك.
ولا ننكر القدرة العلمية والمهارة الفنية في مثل هذه الأمور وإن كان التوفيق حليف القدرة البحرية في العدد وكمال العدد وقد اتخذ العدو لها الأهبة ، ولم يترك وسيلة لا سيما في وقت لم تتغير فنونه الحربية ، بل تكاد تكون مشتركة بين الفريقين ولم تختلف إلا في الكمال ، والنقصان ، ولم تعرف الأوضاع الجديدة بعد مما تعد من أركان السيطرة على الأمم والبحار ...
__________________
(١) مستعمرة برتغالية في خليج كمباي.
(٢) هو أحمد شاه الثاني ابن محمود شاه ولي سنة ٩٦١ ه ودام حكمه إلى سنة ٩٦٩ ه. (دول إسلامية ص ٤٨٤).
(٣) عند الغربيين يقال Corsair أوCorsaire ويطلق على السفن الخاصة بتعقب العدو.
وأصحابها قراصنة. ثم صار يسمى سراق البحر من أصحاب السفن بهذا الاسم.
وألغيت القرصانية أو القرصنة سنة ١٨٥٦ م.