والأمانيُّ كلّها قد تبدّتْ |
|
في فؤادٍ توطّنتهُ الكروب |
||
والمقادير محنة وشقاءٌ |
|
والرزايا ودمعها المسكوب |
||
وحشةٌ ما لها ختام وعمرٌ |
|
يتلوّى على السراب كئيب |
||
كيف تطوي النوى وأنت شقيّ |
|
وعليك الزمان وقتٌ مريب |
||
وصريعٌ تغافل القبر عنه |
|
وغريب يبكي عليه غريب |
||
كيف تسري فيك الليالي وجفنٌ |
|
راح في هذه الدموع يذوب |
||
كيف تجري الحياة في خافقٍ لمّا يزل في
دمائه يستريب |
||||
وعجيب عدا الربيع يغذّي |
|
قاحلاً سوف تغتديه الطيوب |
||
أسناءٌ عليك قد راح يُلقي |
|
أم تولّى هذي الجراح طبيب |
||
أم سقاك الإله فيضاً من الحب وشهداً كأنّه
شؤبوب |
||||
ما تُرى أن يكون سحراً تغالى |
|
أم هوىً ضجّ بالدماء يجيب |
||
وسرى فيك ضوؤه يتمطّى |
|
فكأنّ الذي وقاك حبيب |
||
حبُّ آلِ الرسول فيك هيام |
|
أبداً قد سما عليه نسيب |
||
فزها في الغصون نوراً بهياً |
|
يتحاشى أن يحتويه مغيب |
||
مرحباً بالهوى إذا اجتاح قلباً |
|
حجرياً وجمره مشبوب |
||
ليس يهوى من فيه صرحٌ عميد |
|
شاده الوجد والسنى واللهيب |
||
ومصير الخلود ان يترقّى |
|
لِسَنا فاطمٍ وما يستطيب |
||
هذه زهرة بها صدح الكون |
|
وأغفت على شذاها طيوب |
||
أشرقت فانتمى السناء إليها |
|
وتباهى ونبعه الموهوب |
||
فبدت غرّة الصباح بوهجٍ |
|
يا لها من براعةٍ ما تصيب |
||
تتملّى بوجه أحمدٍ لمّا |
|
بشّر الروح قلبه والرقيب |
||
هُتفت هذه الملائك للفجر فقد حلّها
الضياء العجيب |
||||
كشفتُ نجمةٌ لأخرى سروراً |
|
فالدياجي من غيّها ستثوب |
||
ولقد عانقت سناها الصحارى |
|
فاهتدى قلبها وغنّى الوجيب |
||