فعل معرب أو قبل مبتدأ (ومن) اسم شرط في موضع رفع على الابتداء و (بنى) فعل الشرط في محل جزم وحده وهو وفاعله جملة في موضع رفع على أنها خبر المبتدأ على الأصح و (فلن) الفاء لربط الجواب ولن حرف نفي ونصب و (يفندا) بالبناء للمفعول فعل مضارع وهو ونائب فاعله جملة في موضع جزم جواب الشرط ولنفيها بلن دخلت عليها الفاء كقوله تعالى : (وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) [آل عمران : ١١٥] وألف يفندا للإطلاق والتفنيد اللوم وتضعيف الرأي وأصله من الفند وهو ضعف الرأي من الهرم ويقال أفند في الكلام إذا أخطأ وأفندته إذا خطأته قاله الشاطبي (وألزموا) فعل وفاعل و (إذا) مفعول أوّل و (إضافة) مفعول ثان و (إلى جمل) متعلق بإضافة و (الأفعال) مضاف إليه و (كهن) الكاف جارة لقول محذوف في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف وهن بضم الهاء أمر من هان يهون ضد صعب و (إذا) ظرف للمستقبل وجملة (اعتلى) في موضع خفض بإضافة إذا إليها قال الشاطبي ومعنى هن إذا اعتلى اخفض له من نفسك وأعطه من جانبك اللين وفي المثل إذا عز أخوك فهن يقال بضم الهاء وكسرها اه.
(لمفهم) متعلق بأضيف و (اثنين) مضاف إليه و (معرف) بفتح الراء المشددة نعت لمفهم و (بلا تفرق) قال المكودي متعلق بأضيف ولا زائدة بين الجار والمجرور اه وقال الشاطبي متعلق باسم فاعل محذوف وهو صفة لمفهم والتقدير أضيف كلتا وكلا لاسم مفهم اثنين معرف كائن بلا تفرق اه. و (أضيف) فعل ماض مبني للمفعول و (كلتا) نائب الفاعل به (وكلا) معطوف على كلتا. (ولا) حرف نهي و (تضف) فعل مضارع مجزوم بلا الناهية و (لمفرد) متعلق بتضف و (معرف) نعت لمفرد و (أيا) مفعول بتضف قاله المكودي (وإن كررتها) شرط و (فأضف) جوابه وحذف مفعول فأضف والمجرور المتعلق به لدلالة ما تقدم عليه والتقدير فأضفها للمعرفة. (أو تنو) معطوف على كررتها فهو شرط والتقدير وإن كررتها أو نويت الأجزاء فأضفها للمعرفة. وفيه نظر لأن ما عطف على الشرط شرط وتقدم عليه فأضف وهو جواب ولا يجوز تقديم الجواب على الشرط ولم أر فيما وقفت عليه من كلام النحاة مثل هذا التركيب ونظيره إن قام زيد فأكرمه أو يقعد على أن الإكرام مترتب على الفعلين ويتخرج على أن يكون حذف إن الشرطية قبل تنو على مذهب من أجاز ذلك فيكون التقدير وإن تنو الأجزاء فأضف وحذف فأضف لدلالة الأول عليه فإن قلت مذهب من أجاز ذلك إن الفعل يرتفع بعد حذف إن كقوله :
وإنسان عيني يحسر الماء تارة
فيبدو قلت يجوز أن يكون تنو مرفوعا واكتفى بالكسرة عن الياء كقوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) [الفجر : ٤] في قراءة من حذف الياء أو يكون حذف الياء من تنو لالتقاء الساكنين على مذهب من لا يعتد بحركة النقل في أل انتهى ويمكن دفع النظر بأنه محمول على التقديم والتأخير لتصحيح النظم والأصل وإن كررتها وإن تنو الأجزاء فأضف كما قال ابن خالويه إن في قوله تعالى : (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى) [الأعلى : ٩] تقديما وتأخيرا أي إن نفعت الذكرى فذكر وإنما أخر لرؤوس الآي اه. أو بأنه جرى على مذهب من يجيز تقديم الجواب على الشرط أو بأنه يغتفر مع التابع و (الأجزا) مفعول تنو (واخصصا) فعل أمر مؤكد بالنون الخفيفة و (بالمعرفة) متعلق به و (موصولة) حال من أيا و (أيا) مفعول اخصص (وبالعكس) خبر مقدم و (الصفة) مبتدأ مؤخر. (وإن) حرف شرط و (تكن) فعل الشرط واسمها ضمير
______________________________________________________
الصواب (الثاني عوض بفتح أوله) وإهماله وسكون ثانيه (وتثليث آخره وإعجامه وهو ظرف لاستغراق ما يستقبل من الزمان) غالبا (وسمى الزمان عوضا لأنه كلما ذهبت منه مدة عوضتها مدة أخرى أو لأنه) أي الزمان (يعوض ما سلف منه في زعمهم) الفاسد واعتقادهم الباطل وهو ملازم للنفي (تقول) أنت هذا الشيء (لا أفعله عوض) أي لا يصدر مني فعله في جميع أزمنة المستقبل وهو مبنى (فإن أضفته) أعربته و (نصبته) على الظرفية (فقلت لا أفعله عوض العائضين كما تقول دهر الداهرين) ومن غير الغالب ما ذكره ابن مالك في التسهيل من أن عوض قد ترك للماضي فتكون بمعنى قط وأنشد عليه قوله :
فلم أر عاما عوض أكثر هلكا