(واسم وفعل ثمّ حرف) هي .. (الكلم) الّتى .. يتألّف منها الكلام لا غيرها ، كما دلّ عليه الإستقراء ، (١) وذكره الإمام علىّ بن أبي طالب عليه الصّلاة والسّلام المبتكر لهذا الفنّ. (٢)
وعطف النّاظم الحرف بثمّ إشعارا بتراخي رتبته عمّا قبله لكونه فضلة دونهما ، ثمّ الكلم على الصّحيح إسم جنس جمعي. (٣)
واحده كلمة والقول عمّ |
|
وكلمة بها كلام قد يؤمّ |
(واحده كلمة) (٤) وهي كما قال في التّسهيل : «لفظ مستقل (٥) دالّ بالوضع تحقيقا (٦) أو تقديرا أو منويّ (٧) معه كذلك».
__________________
(١) أي : التتبّع والتحقيق في لغة العرب.
(٢) فن النحو والأدب.
(٣) اسم الجنس ما يطلق على القليل والكثير كالإنسان والحيوان والبقر والغنم ، يقال : هذه النجعة حيوان ، وهذا القطيع من الغنم حيوان والجمع ما أطلق على الثلاثة فصاعدة كالرجال ، واسم الجنس الجمعي ، جمع لاسم الجنس فهو في الحقيقة جمع إلّا ان آحاده أجناس ، فالكلم جمع للكلمة ، ولكن المرادة هنا كلّ من الاسم والفعل والحرف ، وكلّ واحد منها جنس وكلّي بخلاف الجمع المتعارف فإنّ أحاده أشخاص فإنّ مفردات الرجال مثلا كلّ رجل في الخارج لا كلّي الرجل والكلم الطّيب في القرآن جمع وليس باسم جنس جمعي لأنّ مفردتها الكلمات الشخصيّة.
(٤) أي : واحد الكلم كلمة فالكلم كما قلنا جمع الكلمة لكن الكلمة التي هي مفرد الكلم جنس الاسم ، أو جنس الفعل ، أو الجنس الحرف لا فرد منها.
(٥) أي مستقلّ في اللفظ ليخرج أجزاء الكلمة كزاء زيد مثلا فلا يرد عليه ما يتوهّم من أنّ الحرف غير مستقل ، وهو كلمة لأنّه وإن كان غير مستقل في المعني لكنّه مستقل في اللفظ.
(٦) تحقيقا حال من اللفظ يعني الكلمة قد تكون لفظا حقيقة ، وقد تكون لفظا تقديرا ، فالأوّل كزيد وقام وإلى ، والثاني كما إذا سئلك أحد ما فعل بك زيد؟ أو سئلك شخص إلى أين تسافر؟ فتقول : مكّة ، أي : إلى مكّة.
(٧) عطف على لفظ أي وهى : اما لفظ أو منوي مع اللفظ ، والمنوي معه على قسمين : فقد يكون تحقيقا ، وقد