الفعل لأنّه كالجزء منه (١) (فإن ظهر) في اللّفظ (٢) نحو «قام زيد» و «الزيدان قاما» (فهو) ذاك (٣) (وإلّا فضمير استتر) راجع إمّا لمذكور نحو «زيد قام» و «هند قامت» أو لما دلّ عليه الفعل نحو «ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن» أي ولا يشرب الشّارب (٤) أو لما دلّ عليه الحال المشاهدة (٥) نحو (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ)(٦) أي بلغت الرّوح (٧).
قاعدة : قالوا : لا يحذف الفاعل أصلا عند البصريّين واستثنى بعضهم صورة ، وهي فاعل المصدر نحو «سقيا» و «رعيا» ، وفيه نظر (٨) وقد استثنيت (٩) صورة أخرى
__________________
فأن البعدية الرتبي لا يلزم منها عدم جواز تقدم الفاعل على الفعل إذا المفعول أيضا متأخّر رتبة ومع ذلك يجوز تقديمه.
(١) لاحتياج الفعل إليه كاحتياجه إلى أجزاء كلمته فكما لا يتقدم الباء في ضرب على الضاد فكذلك فاعله.
(٢) أي : بأن لفظه وتميّز عن الفعل كزيد في المثال الأول وألف التثنية في الثاني وليس المراد من (ظهر) الظاهر في مقابل الضمير.
(٣) أى : فالفاعل هو الذى ظهر.
(٤) معني أن الفاعل هنا ما دل عليه الفعل أنّه لا بد لكل فعل من فاعل ولكل شرب من شارب والمراد من هذه الجملة كل من شرب لا شارب خاص ليلزم ذكر اسمه فنفس الفعل من حيث احتياجه إلى الفاعل يدل على فاعله.
(٥) أي : المرئيّة فالمشاهدة اسم مفعول صفة للحال لأن كلمة الحال مؤنث.
(٦) القيامة ، الآية : ٢٦.
(٧) بيان ذلك أنّ الآية في مقام بيان حال المحتضر ، ومن كان حاضرا عند المحتضر يشاهد أن روح تنقبض من أسافل جسده شيئا فشيئا إلى أن تبلغ ترقوته هو آخر عضو تصلها الروح فإذا قيل بلغت التراقي يعلم أن البالغة هي الروح لما يشاهده السامع بعينه.
(٨) قيل في وجهه أن الضمير مستتر فيها لأن المصدر يتحمل الضمير وأقول ان سقيا ورعيا كلمتان دعائيّتان كقولنا هنيئا ومراد القائل بهما سقاك الله سقيا ورعاك الله رعيا فالفاعل في الحقيقة هو الله سبحانه وهل هو مضمر في المصدر أو أنه محذوف لأن حذف ما يعلم جائز كلّ ذلك محتمل وتعيين أحدهما رجم بالغيب.
(٩) بصيغة المتكلم.