العامل دالّ على ما يدلّ عليه فهو عوض عنه. ويدلّ على ذلك (١) عدم جواز الجمع بينهما ، ولا شيء من المؤكّدات (٢) أن يمتنع الجمع بينه وبين المؤكّد.
(وفي) حذف عامل (سواه (٣) لدليل) عليه (متّسع) (٤) فيبقى على نصبه كقولك لمن قال أيّ سير سرت «سيرا سريعا» (٥) ولمن قدم من سفره : «قدوما مباركا» (٦).
والحذف حتم مع آت بدلا |
|
من فعله كندلا اللّذ كاندلا |
(والحذف) للعامل (حتم مع) مصدر (آت بدلا من فعله) سماعا في نحو حمدا وشكرا (٧) ، وقياسا في الأمر (كندلا (٨) اللّذ) في قول الشاعر :
على حين ألهى النّاس جلّ أمورهم |
|
فندلا زريق المال ندل الثّعالب |
فهو (كاندلا) ، وفي النّهي (٩) نحو قياما (١٠) لا قعودا والدّعاء نحو سقيا
__________________
وذلك لأن المصدر هنا نايب عن الفعل لا أن الفعل مقدر قبله وحاصله أن قولك سقيا بمنزلة قولك سقاك الله فهو بدل عن فعل لا أنه معمول له.
(١) أي : ويدّل على أن المصدر هنا بدل عن العامل لا معمول له عدم جواز الجمع هنا بين المصدر والعامل وذلك لعدم جواز الجمع بين العوض والمعوض ولو كان توكيدا له الجاز الجمع بين المؤكد والمؤكد.
(٢) أي : المصادر المؤكدة يعني المفعول المطلق الذي للتأكيد فإنه يجوز ان يجمع بينه وبين عامل.
(٣) أي : عامل سوي المؤكد وهو عامل المصدر النوعي أو العددي.
(٤) أي : جايز ذلك الحذف.
(٥) أي : سرت سيرا وهذا المثال لما إذا كانت القريند مقالية.
(٦) أي : قدمت قدوما وهذا للقرينة الحالية.
(٧) بدل قوله حمدتك وشكرتك.
(٨) الندل بالفارسية ربودن يعني أن ندلا هنا بمعني أندل كقول السائل عطاء أي أعطني أو قولك للمصاب صبرا أي اصبر ووجوب الحذف هنا لعدم جواز الجمع بين العوض والمعوّض.
(٩) عطف على قوله في الأمر وقياسا في النهي أيضا وكذا الدعاء والاستفهام.
(١٠) فهو بمنزلة أن تقول لا تقم.