بكت عيني اليسرى فلمّا زجرتها |
|
عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا (١) |
واضمم بناء غيرا ان عدمت ما |
|
له أضيف ناويا ما عدما |
(واضمم بناء) وفاقا للمبرّد (غيرا ان عدمت ما له أضيف) (٢) حال كونك (ناويا) معنى (ما عدما) (٣) قال في شرح الكافية : لزوال المعارض للشّبه المقتضي للبناء وهو عدم الاستقلال بالمفهوميّة (٤).
قلت : وهي (٥) نظيرة أيّ ، فيأتي في هذه (٦) ما قلته فيها وهو وجود هذه العلّة (٧) فيما إذا لم ينو المضاف إليه مع قولهم بإعرابها حينئذ ، فالأحسن ما ذهب إليه الأخفش من كونها معربة في هذه الحالة أيضا (٨) كما أجمعوا على أنّ فتحها في هذه
__________________
(١) فمعا حال بمعنى جميعا.
(٢) أي : إن كان المضاف إليه معدوما ومحذوفا.
(٣) أي : ناويا معني المضاف إليه المحذوف.
(٤) حاصله أن غير لا معني له إلّا إذا انضمّ إلى ما بعده كغير زيد مثلا فهو غير مستقل بالمفهوميّة ، أي : في إفادة المعنى ، كما أنّ الحروف كذلك فشبهه بالحرف يقتضي أن يكون مبنيّا لكن الإضافة التي هي من خواص الاسم تعارض تلك الشباهة فيعرب ، ولما زال المعارض أي : الإضافة رجع إلى البناء.
(٥) أي : غير.
(٦) أي : في غير ما قلته في أي في باب الموصولات عند قول الناظم (أي كما وأعربت ما لم تضف وصدر وصلها ضمير الحذف) فأنه بعد ما نقل عنهم في وجه بنائها عند الإضافة وحذف صدر الصلة من أنه لتأكيد مشابهتها الحرف من حيث افتقارها إلى ذلك المحذوف.
قال : قلت وهذه العلّة أي : الافتقار موجودة في الحالة الثانية وهي ما إذا لم تضف وحذف صدر صلتها فلم لم تبن في هذه الحالة.
وما قاله في أي يأتي في غير فأنها إن كانت مبنيّة عند حذف المضاف إليه ونيّته فلم لم تبن عند حذفه وعدم نيّته فأن علة البناء وهي زوال المعارض أي الإضافة موجودة في الثانية أيضا.
(٧) أي : زوال المعارض للشبه فيما إذا حذف المضاف إليه ولم ينو.
(٨) أي : فيما لم ينو المضاف إليه.