فاعل حبّ (١). وقوله : «مسجلا» أي مطلقا ، أشار به إلى خلاف قائل بما ذكر (٢) في غير علم وجهل وسمع.
ومثل نعم حبّذا الفاعل ذا |
|
وإن ترد ذمّا فقل لا حبّذا |
(ومثل نعم) في معناها وحكمها (٣) (حبّذا) كقوله :
يا حبّذا جبل الرّيّان من جبل (٤) |
|
[وحبّذا ساكن الرّيّان من كانا] |
وقوله :
[باسم الاله وبه بدينا |
|
ولو عبدنا غيره شقينا] |
فحبّذا ربّا وحبّ دينا (٥) |
__________________
(١) بقوله (وما سوي ذا ارفع بحب أو فجرّ) أي يجوز في فاعل فعل مضموم العين أيضا أن يرفع أو يجرّ بالباء ، فالأول نحو خبث زيد ، والثاني نحو خبث بزيد.
(٢) أى : أشار بذلك إلى خلاف من يقول بذلك ويجوز ذلك في غير هذه الأفعال الثلاثة مثل كبر وشرف ونطق وأمثالها وأما في علم وجهل وسمع فعينها باقية علي الكسر ولا يضمّ سواء في المدح والذمّ أو في غيرهما فأشار المصنف بقوله مطلقا إلى أن تغيير حركة عين الفعل إلى الضم يجري في كل فعل ثلاثي حتّي الأفعال الثلاثة ولا يعتني بخلاف هذا المخالف ويمكن أن يكون المعني أنه أشار به إلى خلاف قائل بما ذكر أي بقيام الفعل الثلاثي مضموم العين مقام نعم وبئس في غير الأفعال الثلاثة أي أنّ الصالح لذلك هو هذه الثلاثة فقط لا غيرها من الأفعال فأشار إلى أنّ ذلك يقع في كل فعل ثلاثي ولا يختصّ بهذه الثلاثة وعلي التقديرين الجارّ والمجرور (في غير) متعلق بخلاف إلّا أن المراد بقوله (بما ذكر) يختلف علي التقديرين فعلي الأول (ما ذكر) عبارة عن تحوّل حركة العين إلى الضمّة وعلي الثاني (ما ذكر) هو قيام فعل مضموم العين مقام فعل المدح والذمّ.
(٣) أما معناها فكونها للمدح وأما حكمها ففي لزومها الفاعل والمخصوص وأقسام فاعلها.
(٤) فحبّ فعل مدح وفاعله ذا وجبل الرّيان إن قرء بالرفع فهو مخصوص وإن قرء بالنصب فبتقدير أعني.
(٥) الشاهد هنا في حبّ الثانية حيث رفع الضمير المستتر مميّزا بنكرة.