النّائية) (١) و «جالس إمّا الحسن وإمّا ابن سيرين» (٢) إلي آخره ، وأكثر النّحويّين علي أنّ إمّا هذه عاطفة وخالفهم ابن كيسان وأبو على ، وتبعهما المصنّف تخلّصا (٣) من دخول عاطف علي عاطف وفتح همزتها لغة تميميّة.
فرع : يستغني عن «إمّا» بأو ، نحو «قام إمّا زيد أو عمرو» ، وعن الأولي بالثّانية ، كقوله :
نهاض بدار قد تقادم عهدها |
|
وإمّا بأموات ألمّ خيالها (٤) |
وعن «إمّا» بـ «وإلّا» ، (٥) كقوله :
فإمّا أن تكون أخي بصدق |
|
فأعرف منك غثّي من سميني |
وإلّا فاطّرحني واتّخذني |
|
عدوّا أتّقيك وتتّقيني (٦) |
وقد يستغني عن «ما» كقوله :
وقد كذّبتك نفسك فاكذبنها |
|
فإن جزعا وإن إجمال صبر (٧) |
وقد يجيء «إمّا» عارية (٨) عن الواو ، كرواية قطرب :
__________________
(١) أي : انكح ، إمّا هذه المرأة أو تلك البعيدة فهنا لإفادة التخيير.
(٢) هذا للإباحة ، وللتقسيم نحو الكلمة إمّا اسم وإمّا فعل وإمّا حرف ، وللإبهام نحو أنا إمّا متزوج أو أعزب إذا أردت إخفاء أمرك على المخاطب والتشكيك كقولك فلان إمّا إلى الجنة وإمّا إلى النار ، والإضراب كقولك إني بلغت إمّا السبعين وإمّا الثمانين.
(٣) أي : مخالفتهم في عاطفية (امّا) هذه لأجل التخلّص من إشكال دخول عاطف على عاطف ، لأن الواو عاطف ، فإذا قلنا ان (إمّا) أيضا عاطف تورّطنا في هذا الإشكال.
(٤) إذا التقدير (إمّا بدار) فاستغني عنها (وإمّا بأموات).
(٥) مركبة من واو العطف وإن الشرطية ولا النافية.
(٦) والتقدير وامّا فاطرحنى.
(٧) في الأصل فإمّا جزعا وإمّا إجمال صبر فحذفت (ما) فإن أصل (إمّا) أن ما أدغمت النون في الميم.
(٨) أي : خالية عن الواو.