٤٤ ـ أخرج الواحدي في أسباب النزول (١) (ص ٢١٠) ، قال : أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : أخبرنا أبو بكر الأنباري ، قال : حدّثنا جعفر بن محمد ابن شاكر ، قال : حدّثنا عفّان ، قال : حدّثنا وهيب ، قال : حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن إبراهيم ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : نزلت : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) (٢) في هشام بن عمرو وهو الذي ينفق ماله سرّا وجهراً ومولاه أبو الجوزاء الذي كان ينهاه ، فنزلت : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) (٣) فالأبكم منهما الكلّ على مولاه هذا السيّد أسد بن أبي العيص ، ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم وهو عثمان بن عفّان رضى الله عنه. وبهذا الإسناد أخرجه البلاذري في الأنساب (٤) (٥ / ٣).
وذكر ابن سعد في طبقاته (٥) (٣ / ٤١) مرسلاً عن عكرمة ، عن ابن عبّاس نزول (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) الآية. في عثمان. وكذلك المحبّ الطبري في الرياض النضرة (٦) (٢ / ١٠٣).
قال الأميني : لعلّ الباحث لا يطالبنا البحث عن إسناد هذه الأكذوبة التي حرّفوا بها الكلم عن مواضعها ويراها شاهد صدق على قول سعيد بن المسيّب لبرد مولاه : يا برد إيّاك وأن تكذب عليّ كما يكذب عكرمة على ابن عباس (٧).
__________________
(١) أسباب النزول : ص ١٨٨.
(٢) النحل : ٧٥ وتمام الآية : (وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (المؤلف)
(٣) (وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) تمام الآية. النحل : ٧٦. (المؤلف)
(٤) أنساب الأشراف : ٦ / ١٠٢.
(٥) الطبقات الكبرى : ٣ / ٦٠.
(٦) الرياض النضرة : ٣ / ٣٠.
(٧) معارف ابن قتيبة : ص ١٩٤ [ص ٤٣٨]. (المؤلف)