(وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً)
فأخلاقه الفاضلة ، وسلوكه الحسن ، وإرادته الصلبة ، وصحته الجسدية ، وتكامله المعنوي بالاضافة الى رسالات الله التي لا يشك أحد في انها نعمة كبري. كل أولئك شواهد على ان سبيله مستقيم.
(وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ)
فانا أول من يطبق الرسالة كدليل على صدقي ، وقناعتي بها ، وعدم تكلفي فيها.
(إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ)
فبالرغم من اختلاف الناس في مفهوم الصلاح والفساد في بعض الأبعاد التفصيلية ، فأن أكثر الناس يعلمون ان تقريب القلوب ، وتأليف التقوى ، والوفاء بالمكيال والميزان ، والاهتمام بالمحرومين والمستضعفين ، كل ذلك صلاح ، وان الرسول يقوم شخصيا بفعل الصلاح ، ويضرب بذلك مثلا على حقيقة رسالته.
(وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)
ان نسبة نجاح خطط الرسل تفوق كل النسب ، مما يكشف عن عامل غيبي غير معروف للنجاح ، وهو توفيق الله وسلامة الرؤية الرسالية ، وهذا بدوره دليل على صدق الرسالة ، كما ان وضع الخطط التي تعتمد على الغيب وتأخذ الغيب كعامل هام في معادلة الخطة ، دليل آخر على صدق الرسالة وهذا هو التوكل ، والرسول رجل غيبي ليس في تصرفاته وانما أيضا في انابته الى الله ، وضراعته الدائمة ، وصلاته الكثيرة ، ورشده وحمله ، وكان شعيب (ع) من أكثر الأنبياء إنابة الى الله حتى قالوا : إن كريمته قد ابيضت من كثرة البكاء خشية من الله ، وشكرا له.