واعطى بحكمته ورحمته فرصة الابتلاء للناس ضمن هذا الأجل ، فمن آمن وأصلح عمله. نفعه عمله ولم يخش اجله ومن قصر. خسر فرصته التي لا تعود ، ومتى ما استخرج المرء كل ما عنده من قابليات الخير أو الشر. بسبب تطور الزمان ، فانه ينتهي أجل امتحانه ، ولا بد ان يستعد لمغادرة قاعة الامتحان وهي الدنيا الى حيث جزائه في الآخرة.
(وَما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ)
اي لسبب وجود أجل معدود أخرجه الله للبشر في الدنيا.
[١٠٥] وإذا جاء ذلك اليوم الرهيب يعم الصمت المهيب ويقف الناس امام ربهم ساكتين ، لا يتكلم أحد الا بأذن الله مما يدل على احاطة سلطان الله عليهم.
(يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ)
وينقسم الناس على أنفسهم فريقين شقي استنفذ فرص حسناته في الدنيا فلم يبق له حسنة هناك فتمحض في السيئات بأعماله السيئة فأصبح من أهل النار ، وسعيد من أخلص لله عمله حتى تمحض في الخير فأصبح من أهل الجنة.
(فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ)
[١٠٦] أما جزاء الأشقياء فهم في نار لا يموتون فيها ولا يحيون ، بل يكابدون ألوان العذاب ، ولذلك تراهم يجرون الآهات الخفية حينا بسبب ضعفهم ، والعالية حينا بسبب شدة الألم ، فهم بين زفير وهو أول صوت الحمار ، وشهيق وهو آخر.
(فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ)
[١٠٧] ويبقى هؤلاء خالدين في النار ما دامت السماوات والأرض التي تحيط